لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ٢٣ حزيران ٢٠٢٥
كشف باحثون ألمان من جامعة ميونخ للعلوم التطبيقية أن استخدام روبوتات الدردشة مثل ChatGPT قد يكون له أثر بيئي أكبر مما يعتقده الكثيرون، مؤكدين أن نوعية الأسئلة المطروحة تلعب دورًا مباشرًا في كمية الانبعاثات الكربونية الناتجة.
كل استفسار يُكلف طاقة… والانبعاثات تتفاوت
بحسب الدراسة، التي نشرت نتائجها صحيفة إندبندنت، فإن كل استفسار يتم إدخاله إلى نماذج لغوية كبيرة (LLMs) مثل ChatGPT يستهلك طاقة كهربائية لتشغيل الحوسبة الخلفية اللازمة لتوليد الإجابات، مما يؤدي إلى إنتاج انبعاثات من غاز ثاني أكسيد الكربون.
لكن المفارقة تكمن في أن الأسئلة البسيطة والمباشرة لا تستهلك الكثير من الطاقة، في حين أن الأسئلة التي تتطلب استدلالًا منطقيًا أو تحليلًا فلسفيًا أو معادلات رياضية معقدة تنتج انبعاثات أعلى تصل إلى ستة أضعاف مقارنةً بتلك البسيطة.
مقارنة بين 14 نموذجًا… والفلسفة تلوّث أكثر من التاريخ!
الدراسة التي أجريت على 14 نموذجًا مختلفًا للذكاء الاصطناعي أجابت على 1000 سؤال موحد عبر مواضيع متعددة. وأظهرت النتائج أن نماذج مثل Cogito، رغم دقتها التي تصل إلى 85%، تنتج انبعاثات كربونية أعلى بثلاثة أضعاف من نماذج أخرى أقل دقة ولكن أكثر كفاءة في استهلاك الطاقة.
وفي مقارنة ملفتة، فإن الأسئلة الفلسفية أو المتعلقة بالجبر المجرد تُنتج أعلى الانبعاثات، فيما تكون الانبعاثات من أسئلة التاريخ أو المعلومات العامة أقل بكثير.
ولتقريب الصورة إلى الواقع، أوضح الباحثون أن طرح 600 ألف سؤال على نموذج DeepSeek R1 يولد انبعاثات كربونية تعادل رحلة طيران ذهابًا وإيابًا بين لندن ونيويورك. وإذا طُرحت الأسئلة نفسها على نموذج أكثر كفاءة مثل Qwen 2.5 من Alibaba Cloud، يمكن الحصول على أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الإجابات بنفس الانبعاثات.
هل هناك حل؟ المستخدمون جزء من المعادلة
يقول الباحث الرئيس ماكسيميليان داونر إن المستخدمين بإمكانهم المساهمة في الحد من الأثر البيئي لهذا النوع من التكنولوجيا، موصيًا بـاعتماد نمط 'الاستخدام الواعي'. هذا يشمل طلب إجابات مختصرة عندما لا تكون التفاصيل ضرورية، وتجنب إرهاق النماذج عالية الاستهلاك بأسئلة غير ضرورية.
كما أشار إلى أن التحول نحو نماذج أكثر كفاءة في الطاقة دون التضحية بالدقة سيكون من أهم التحديات البيئية لتقنيات الذكاء الاصطناعي في السنوات المقبلة.