اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ١٨ أيار ٢٠٢٥
فتحت صناديق الاقتراع في 24 بلدة بقاعية في تمام الساعة السابعة، على تباينات واضحة في أنماط الترشح والتحالفات وخلفيات التنافس التي تتنوع بين ما هو سياسي، وعائلي، وطائفي، ومناطقي. وهذا ما يجعل للتنافس في قرى البقاع ملامح جديدة، أبرزها تراجع الهيمنة المطلقة للأحزاب في بعض المناطق، وعودة العائلة كمكوّن سياسي فاعل، وظهور تيارات شبابية تحاول أن تنتزع موطئ قدم لها في مشهد لا يزال يتمسك بأدواته القديمة والأعراف.
لم يفز بالتزكية من بين 29 بلدة في قضاء زحلة، عدا مدينتها، سوى بلديات عنجر، شهابية الفاعور، دير الغزال، وماسا، وأعلن فوز بلدية رياق- حوش حالا بالتزكية بعد اغلاق باب الانسحاب الأول من المعركة، إثر تشنجات سياسية فرضت مجلس بلدي من أغلبية مسلمة لأكثرية ناخبة مسيحية.
أما المشهد العام فينقسم في البلدات على الشكل التالي:
ستخوض بعض البلدات الانتخابات بتنافس محدود جدا. كما في شتورا حيث يخوض النقيب ميشال مطران المعركة على رأس لائحة 'شتورا تستحق' بوجه مرشحين منفردين أبرزهم رئيس البلدية الحالي نقولا عاصي. وفي علي النهري حيث لائحة الثنائي الشيعي تهيمن على المشهد بوجه مرشحين منفردين.
معركة قاع الريم تشبه معركة شتورا ولكنها بلائحتين مكتملتين، حيث يفرض ترشح غسان صليبا على رأس لائحة في البلدة معركة هي الأولى بوجه رئيس البلدية الحالي وسام التنوري منذ 27 سنة.
في بلدات الشريط المحاذي لسلسلة جبال لبنان الشرقية، أي قوسايا، رعيت، عين كفرزبد، وكفرزبد، تبتعد الانتخابات عن النفوذ الحزبي وتأخذ طابعاً عائلياً بحتاً، تحكمه الأعراف والتوازنات التقليدية، مع حضور بارز للرشحات السيدات كما في رعيت، وإحترام الأعراف القائمة لجهة التوزيع الطائفي لمقعدي الرئيس ونائبه كما في عين كفرزبد، وظهور ملامح فشل الوصول الى التوافقات، وبالتالي تقاسم ولايات الرئاسة كما في كفرزبد.
وستشهد تربل بالمقابل معركتها الأولى بعد فصل شهابية الفاعور، ما أزاح عنها عبء الكتلة الناخبة من العشائر العربية المجنّسة. وهي تخوض المعركة بلائحتين: تربل بتجمعنا' التي يرأسها كابي فرج (كاثوليكي) وتضم مرشحين بارزين من التيار الوطني الحر. و 'تربل أولاً' التي يرأسها طوني الخوري (ماروني) وفيها الثقل الأساسي لحزب القوات اللبنانية.
وهذا التوزع للمرشحين وفقا لميولهم السياسية يبرز أيضا في نيحا التي تتنافس فيها لائحتين، يحافظ كل منها على العرف المتداول في تقاسم الرئاسة لهذه الدورة بين كاثوليكي وارثوذكسي.
في سعدنايل المعركة عائلية بامتياز، وكذلك في بوارج والمريجات ومكسة.
أما في تعلبايا فالمعركة بوجه رئيس بلديتها السابق جورج صوان الذي يدعم لائحة يرأسها أنطون فياض، وبالتالي التصويت سيكون إما مع نهج أرساه في البلدة منذ سنوات طويلة أو ضده.
في جديتا، التي حرمت من الانتخابات بالدورة الماضية، المعركة ديمقراطية بامتياز بين لائحتين مكتملتين ومتخففتين من كل تأثير سياسي وأيضا من الأعراف القديمة. كما هو الحال في برالياس حيث لا يتدخل تيار المستقبل بشكل علني في دعم أي لائحة من لوائحها الثلاثة، والمعركة فيها تكتسب طابعا عائليا تقوده العائلات التقليدية الثلاثة التي تخوض المنافسات في كل معركة انتخابية وهي عراجي، الميس وميتا. هذا فيما تحضر التشنجات الطائفية، وإن بشكل غير معلن، في معركة قب الياس، التي يترأس لائحة 'قول وفعل' فيها المختار صلاح طالب، ولائحة 'علم وعمل' فادي المعلم، ويبرز فيها أيضا دور للبنانيين المجنسين الذين سيرجحون كفة واحدة من اللائحتين.
تفض المعركة في مجدل عنجر والفرزل بالمقابل اسقاطات المرشحين تحت مسمى 'التوافق'، والتنافس فيها إعتراض إما على تسمية مرشحين من عائلاتهم كما في مجدل عنجر، أو من رعاة التوافق كما في الفرزل، علما أنه في البلدتين معركة لائحة مكتملة بوجه منفردين أو لائحة غير مكتملة، وهذا ما يجعل التنافس غير متكافئ.
في ماسا الشيعية المعركة على البلدية فقط بعدما فاز مختارها بالتزكية. فيما يبدو الهدوء سيد الموقف في أبلح التي تشهد تنافسا عائليا بين لائحتين.