أعلن رئيس الوزراء الأسترالي أنطوني ألبانيزي، عن تشكيل حكومته الجديدة اليوم الاثنين، وذلك بعد أن ألقى الوزير السابق إد حسيق باللوم في مسألة تهميشه على انتقاده لحرب إسرائيل في غزة.

وقد سمّى ألبانيزي 30 نائبا لتولي مناصب في مجلس الوزراء والحكومة الموسعة، بعد أن فاز حزب العمال من يسار الوسط بفوز كاسح في انتخابات الثالث من مايو.

وأعلن حزب العمال حصوله على 92 مقعدا في مجلس النواب المؤلف من 150 مقعدا، وهو الغرفة السفلى التي يتطلب تشكيل الحكومة الأغلبية فيها. ومع استمرار فرز الأصوات، قال ألبانيزي إن حكومته قد تصل إلى 95 مقعدا.

وقال إن الحزب لم يسبق أن حاز هذا العدد من المقاعد منذ انعقاد أول برلمان في عام 1901.

وأضاف ألبانيزي للصحفيين في مبنى البرلمان: 'أنا ممتن للغاية للثقة التي مُنحت لحكومتي من خلال هذه الانتخابات، ونحن بالتأكيد لن نأخذها كأمر مفروغ منه'.

وفيما يتوزع رؤساء وزراء حزب العمال الحقائب الوزارية، يختار قادة التكتلات داخل الحزب النواب الثلاثين الذين يحصلون عليها، وذلك بناء على نسبة المقاعد التي فاز بها كل تكتل.

وقد استبعد قادة التكتلات الوزير السابق للصناعة والعلوم إد حسيق، الذي ولد في سيدني لأبوين مسلمين من البوسنة، والوزير السابق للعدل مارك دريفوس، وهو يهودي.

وكان حسيق، الذي أصبح بعد انتخابات 2022 أول وزير اتحادي في أستراليا يؤدي اليمين على القرآن الكريم، قد صرح لهيئة الإذاعة الأسترالية يوم الأحد بأن ألبانيزي كان عليه أن يتدخل ليُبقيه هو ودريفوس ضمن مجلس الوزراء.

وقال حسيق إن تهميشه كان جزئيا بسبب آرائه حول الطريقة التي تخوض بها إسرائيل الحرب ضد 'حماس' في غزة، مضيفا: 'أعتقد أن ذلك كان عاملًا في الأمر. هل كان علي أن أتصرف بطريقة مختلفة؟ لا أعتقد ذلك'.

وتابع: 'لا يمكنك الاحتفال بالتنوع ثم تتوقع منه أن يجلس في الزاوية صامتا. يجب أن تتكلم... من أجل المجتمعات التي تهتم بها'.

ولم يجب ألبانيزي بشكل مباشر عندما سُئل عما إذا كان قد دافع عن بقاء حسيق أو دريفوس في مجلس الوزراء. وقال للصحفيين: 'لدينا عملية داخل تجمع حزب العمال. أنتم تتابعونها منذ وقت طويل'.

وأضاف ألبانيزي أنه أجرى 'محادثة بناءة' مع حسيق صباح يوم الإثنين. وقال: 'ما قمت به هو توزيع الحقائب الوزارية. هذا هو النظام القائم، وهو النظام الذي دعمَه إد وآخرون منذ فترة طويلة'.

وقد دعا بلال رؤوف، وهو مستشار في المجلس الوطني للأئمة في أستراليا، ألبانيزي لتوضيح ما إذا كان تهميش حسيق ناتجا عن آرائه بشأن غزة.

وقال رؤوف: 'أعتقد أنه من الحد الأدنى، يجب تقديم تفسير. لا يمكن الاكتفاء بتفسيرات تتعلق بالفصائل.. إذا قال إد إن ذلك عامل، فلا يوجد سبب يدفعني لرفض هذا القول. من الصعب إنكار أن ذلك ربما كان عاملًا'.

وقال أليكس رايفشين، المدير التنفيذي المشارك للمجلس التنفيذي للجالية اليهودية الأسترالية إن مجموعته الحقوقية كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع كل من دريفوس وحسيق.

ومع ذلك، قال رايفشين إن التصريحات التي أدلى بها حسيق بعد هجوم 'حماس' على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023 كانت 'مقلقة جدا للمجتمع'.

وأضاف: 'لقد وجه اتهامات ضد إسرائيل نختلف معها بشكل جوهري، ولكن مرة أخرى، يمكن للأشخاص أن يختلفوا حول هذه الأمور، ونتمنى كل التوفيق لإد حسيق'.

وقد تمت ترقية آن علي، المولودة في مصر، إلى مجلس الوزراء، لتصبح المسلمة الأعلى منصبا في الحكومة. وتشغل منصب وزيرة الأعمال الصغيرة، والتنمية الدولية، والشؤون المتعددة الثقافات.

وتُعد حكومة ألبانيزي في ولايته الثانية أول حكومة أسترالية منذ عام 2010 لا تضم وزيرا يهوديًا في مجلس الوزراء.

وقد بقي معظم الوزراء الرئيسيين في مناصبهم أو حصلوا على تعديلات طفيفة في حقائبهم.

وتمت ترقية تيم آيرز، الوزير المساعد السابق للتجارة، إلى مجلس الوزراء لتولي حقيبة حسيق.

كما تم استبدال دريفوس بميشيل رولاند، التي كانت وزيرة الاتصالات في الولاية الأولى للحكومة.

المصدر: 'تايمز أوف إسرائيل' + AP