اخبار الاردن
موقع كل يوم -وكالة الناس الاخبارية
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
وكالة الناس – قضت محكمة جنايات الإسكندرية بإعدام المتهم نصر الدين، الشهير إعلامياً بـ'سفاح المعمورة'، شنقاً حتى الموت، وذلك بعد ورود رأي مفتي الجمهورية، على خلفية اتهامه بقتل ثلاثة أشخاص عمداً مع سبق الإصرار، بينهم زوجته، ودفنهم بدم بارد داخل وحدات سكنية استأجرها خصوصاً لهذا الغرض.
وبدأت فصول هذه الجريمة المروعة داخل إحدى الشقق السكنية في منطقة المعمورة شرق محافظة الإسكندرية، حيث عاش المتهم، وهو محامٍ خمسيني، حياة مزدوجة خادعة، إذ أخفى وراء مظهره الهادئ والمهني سجلًا إجرامياً صادماً لا يتوقعه أحد.
وتحولت الشقق التي استأجرها السفاح إلى مسارح للقتل، حيث دفن ضحاياه تحت الأرضيات المغلّفة بالخرسانة، في محاولات متكررة منه لإخفاء الجرائم، إلا أن الرائحة الكريهة وفضول إحدى السيدات كانا المفتاح الأول لكشف المستور.
ففي إحدى ليالي شهر فبراير (شباط) الماضي، كانت سيدة تقيم بشكل مؤقت داخل شقة المحامي، الذي وعدها بمأوى، لاحظت أمراً غريباً، إذ أصرّ على إبقاء إحدى الغرف مغلقة بشدة، حتى بدأت تشمّ رائحة كريهة تتصاعد منها.
حينها، قررت بالتعاون مع أشخاص آخرين استكشاف الغرفة، ليصدم الجميع بما رأوه، فقد وجدوا جثتين مخبأتين بطريقة مرعبة، إحداهما ملفوفة ببطانية وأكياس بلاستيكية، وأخرى مدفونة تحت الأرضية المغطاة بالأسمنت.
حاول المتهم المراوغة والتهرب، لكن لحظة المواجهة تحوّلت إلى أصوات مرتفعة ومشادة عنيفة دفعت أحد الجيران للتدخل وإبلاغ الشرطة التي وصلت سريعاً إلى الموقع، لتكتشف حقيقة الجريمة المروعة.
وبالتحقيق معه، اعترف 'سفاح المعمورة' بقتل ثلاث ضحايا: زوجته، وموكلته، وموكله الذي كان ينوي بيع عقار عبره، بعد خلافات مالية، وتبيّن أن المتهم كان يستدرج ضحاياه إلى الشقق بحجج مختلفة، ثم ينفذ جرائمه بهدوء، ويخفي آثارها بدقة، ظناً منه أنه فوق الشبهات.
الأكثر رعباً كان ما تم العثور عليه في شقة ثانية، حيث وُجدت جثة موكله مقطعة إلى نصفين، داخل أكياس بلاستيكية، وكأن القاتل حاول التخلص منها على مراحل لدفنها في الخرسانة أيضاً، لكنه لم يتمكن من إنهاء خطته.
من هم ضحايا سفاح المعمورة؟
الضحية الأولى هي زوجة المتهم، التي عُثر على جثتها مدفونة داخل شقة الزوجية في منطقة المعمورة، حيث قام المتهم بقتلها ودفنها في حفرة داخل الشقة، ثم أخرج رفاتها من تابوت خشبي ودفنها مع الضحية الثانية.
الضحية الثانية هي تركية عبدالعزيز، التي كانت موكلة لدى المتهم في قضية قانونية. نشب خلاف بينهما، بسبب تقاعس المتهم عن أداء مهامه كمحامٍ، مما أدى إلى مشاجرة قام خلالها المتهم بقتلها بعدة طعنات في البطن.
الضحية الثالثة هو المهندس محمد إبراهيم عبدالعال، الذي اختفى منذ ثلاث سنوات، وكشفت التحقيقات أن المتهم قام بقتله ودفنه في شقة بمنطقة العصافرة، كما حاول المتهم بيع منزل الضحية بعد اختفائه، وكان يصرف معاشه بعد قتله.
محاولات تضليل العدالة
المثير للصدمة أن المتهم لم يكتفِ بالقتل، بل تفرّغ بعد ارتكاب جرائمه لخداع أسر الضحايا برسائل نصية واتصالات هاتفية باستخدام هواتفهم الشخصية، زاعماً أنهم سافروا إلى الخارج، أو تزوجوا من أجنبيات، أو غادروا إلى الإقامة في شرم الشيخ، في محاولة لإبعاد الشبهات وإطالة أمد اختفائهم.
وخلال جلسات المحاكمة، حاول فريق الدفاع التشكيك في سلامته النفسية، ملمّحاً إلى اضطرابات عقلية ربما أثّرت على وعيه أثناء ارتكاب الجرائم، لكن تقرير مستشفى العباسية للصحة النفسية، الذي أودِع فيه المتهم للملاحظة لمدة 15 يوماً، جاء قاطعاً ومؤكداً أنه يتمتع بكامل قواه العقلية، ومدرك تماماً لما فعل، ويتحمّل المسؤولية الجنائية الكاملة عن أفعاله.
وكان هذا التقرير كافياً لدفع محاميه إلى التنحي عن الدفاع، ليُفاجئ المتهم الجميع ويقرر الترافع عن نفسه داخل قاعة المحكمة، في مشهد مثير أضاف فصلًا جديداً إلى هذه القضية المأساوية.
وبهذا الحكم النهائي بالإعدام شنقاً، أسدل القضاء المصري الستار على قضية 'سفاح المعمورة'، التي أحدثت صدى واسعاً في الشارع المصري والعربي، باعتبارها واحدة من أكثر الجرائم بشاعة في السنوات الأخيرة.
Google News تابعونا عبر
الأخبار باللغة الإنجليزية
إشترك في قناة وكالة الناس الإخبارية
تابع وكالة الناس الإخبارية على فيسبوك
تابعونا عبر تطبيق نبض