خاص - راية

سلّط برنامج 'قضايا في المواطنة'الذي يُبث عبر 'رايــة'الضوء على التحديات المتعلقة بوصول وتوزيع المياه في قرى جسر العودة بمحافظة رام الله والبيرة.

وشارك في الحلقة الدكتور أحمد وجيه، عضو بلدية بيت عور التحتا، وعادل ياسين، مدير عام التخطيط في سلطة المياه الفلسطينية، حيث عرضا واقع الأزمة وأسبابها والحلول المقترحة لمعالجتها.

أزمة توزيع المياه وكميات الضخ

أكد الدكتور أحمد وجيه أن البلدة تعاني من نقص حاد في كميات المياه، موضحًا أن الحاجة اليومية للبلدة تبلغ نحو ألف متر مكعب، بينما الكميات التي تصل فعليًا لا تتجاوز 300 إلى 400 متر مكعب.

وأوضح وجيه أن هذا النقص ينعكس سلبًا على تزويد الأحياء السكنية بالمياه بشكل منتظم.

من جانبه، اعتبر عادل ياسين أن الأزمة ليست كارثية، مؤكدًا إمكانية معالجتها عبر حلول فنية بالتعاون بين البلديات وسلطة المياه.

مشروع خزان المياه

تطرق النقاش إلى مشروع خزان المياه الذي تم إنشاؤه بتمويل من الصناديق العربية بتكلفة قاربت نصف مليون دولار.

وذكر الدكتور وجيه أن البلدية أصرّت على تنفيذ المشروع رغم أنه جاء على حساب مشاريع أخرى كانت مخصصة للبلدة.

وأشار إلى أن وزارة الحكم المحلي كانت قد خصصت مبلغ نصف مليون شيكل فقط، وهو ما اضطر البلدية إلى استبدال المشروع بمشروع الخزان ذي الكلفة الأعلى.

الخط الناقل والديون

حول الخط الناقل للمياه، شدد الدكتور وجيه على أن تغيير الخط وحده لا يكفي إذا لم تصل الكميات المطلوبة للبلدة.

وأضاف أن بلدية بيت عور التحتا تُعد من البلديات النادرة في الضفة الغربية التي لا تعاني من ديون متراكمة على المياه، إذ تحرص على جدولة الديون بشكل مستمر.

أما في ما يتعلق بالشبكة الداخلية، فأكد أن عمرها يناهز الثلاثين عامًا، غير أن التعديلات التي أُجريت عليها ساعدت في تحسين التوزيع وضغط المياه.

الزراعة والثروة الحيوانية

لفت الدكتور وجيه إلى أن البلدة تضم نشاطًا زراعيًا واسعًا وثروة حيوانية كبيرة، ما يرفع الطلب على المياه.

وبين أن نحو خمسة آلاف رأس غنم في منطقة خربة المصباح تحتاج شهريًا إلى نحو ألفي متر مكعب من المياه، وهو ما يُقتطع من حصة البلدة.

وأكد ضرورة أن يكون لوزارة الزراعة وسلطة المياه دور في تخصيص كميات إضافية للزراعة والثروة الحيوانية، ولكن دون أن يؤثر ذلك على مياه الشرب.

الخلافات مع سلطة المياه

وأفاد الدكتور وجيه بأن البلدية طلبت عقد لقاء مع وزير سلطة المياه لطرح خطة تتعلق بمشكلة ضغط المياه، إلا أن طلبات اللقاء لم تتم الاستجابة لها.

ولفت إلى أن الحل يكمن في وضع مضخة مياه بعد جسر خربتا، إضافة إلى مراجعة الخط الناقل والكشف عن الاعتداءات الموجودة عليه.

في المقابل، أكد ياسين أن أبواب سلطة المياه مفتوحة، وأن معالجة القضايا الفنية تتم عبر الجهات المختصة من مهندسين وفنيين.

ونفى ياسين وجود رفض لعقد اللقاءات، موضحًا أن الهدف هو توجيه المطالب للدوائر الفنية المعنية لتقديم حلول وتوصيات.

الاعتداءات والمشاريع المؤجلة

شدد ياسين على ضرورة منع أي اعتداءات على الخطوط المائية، مبينًا أن بعض الاعتداءات أدت إلى تعطيل منظمات الضغط كما حدث في بيت لقيا.

وأوضح أن مشاريع تطويرية عدة تأجلت بسبب الأزمة المالية التي تمر بها الحكومة، ما أدى إلى ترحيلها إلى موازنات لاحقة بانتظار تحسن الظروف.

الحلول المقترحة

اتفق الضيفان على أن معالجة الأزمة تتطلب حلولًا فنية عاجلة، من أبرزها: مراجعة الخط الناقل والكشف عن الاعتداءات، وتركيب مضخة دفع لتحسين وصول المياه، ووضع منظمات ضغط على خطوط القرى لضمان التوزيع العادل، وتعزيز التنسيق بين البلديات وسلطة المياه.

اختُتمت الحلقة بالتأكيد على أهمية استمرار الحوار والتنسيق بين بلدية بيت عور التحتا وسلطة المياه الفلسطينية، وعلى ضرورة الإسراع في تنفيذ الحلول الفنية المطروحة لضمان حق المواطنين في الحصول على المياه بشكل منصف.

تجدر الإشارة إلى أن 'قضايا في المواطنة' هو برنامج اجتماعي تُنتجه مؤسسة 'REFORM' ويبث عبر شبكة راية الإعلامية؛ للإسهام في الوصول إلى نظام حكم إدماجي تعددي مستجيب لاحتياجات المواطنين ومستند إلى قيم المواطنة.

وفيما يلي الحلقة كاملة: