تحت وطأة حرب الإبادة التي تطال كل شيء في قطاع غزة، اضطرت العديد من المؤسسات لتغيير طبيعة عملها، ومنها مؤسسة 'جذور للإنماء الصحي والاجتماعي'، التي وجدت نفسها تترك خلفها دورها المعتاد في التوعية والسياسات الصحية، لتدخل الميدان مباشرة وتقدّم الإغاثة الطارئة للفئات المنكوبة، في ظل انهيار النظام الصحي وتفاقم الأزمات.

وفي حديث خاص لــ'رايــة'، قالت مديرة الاتصال والتواصل في مؤسسة جذور، مجد حردان: 'نحن لم نكن نقدم خدمات علاجية، كنا نعمل على تعزيز الصحة كحق إنساني، من خلال التدريب والسياسات وتمكين المجتمعات. لكن الحرب غيرت كل شيء، وتحول 80% من مشاريعنا إلى تدخلات طارئة في غزة.'

وأوضحت حردان أن جذور كانت من المؤسسات القليلة التي بقيت في شمال قطاع غزة خلال المراحل الأولى من العدوان، حيث أقامت نقاطًا طبية داخل مراكز الإيواء لتقديم الرعاية الصحية الأولية، خصوصًا في ظل تعذر الوصول للمستشفيات المستهدفة.

وقالت 'بدأنا من الشمال، ومع موجات النزوح تحركنا مع الناس. أينما كانت التجمعات، كنا هناك: خيمة للإسعاف الأولي، خيمة للدعم النفسي، خيمة للنساء الحوامل، ومراكز لمتابعة الأطفال المصابين بسوء التغذية.'

وقالت حردان إن المؤسسة باتت تدير ستة مراكز في أنحاء مختلفة من غزة، يديرها طاقم ميداني يضم أكثر من 300 متطوع، ويقدمون خدمات شاملة تشمل الرعاية الطبية والتغذية والدعم النفسي والاجتماعي.

كما لفتت إلى أثر إغلاق المعابر المستمر منذ أكثر من 70 يومًا على عملهم: 'الموارد شحيحة جدًا. نعمل بأدوات محدودة للغاية، ونقنن استخدام الشاش والمضادات حتى نستطيع تضميد جراح الناس.'

وذكرت أن المؤسسة تقدم خدمات مراقبة تغذوية للأطفال دون سن الخامسة، وتوفر ما تبقى لديها من المكملات الغذائية الغنية بالبروتين.

وفي ملف الدعم النفسي، قالت حردان: 'بدأنا بالأطفال المصابين بصدمات مباشرة، ووسعنا الاستهداف ليشمل النساء، ثم أطلقنا برنامجًا جديدًا لـ«مساعدة المساعدين» – لتفريغ الضغوط النفسية عن الكوادر الطبية التي ظلت في الميدان منذ اليوم الأول للحرب.'

كما تم إطلاق خط مساعدة مجاني،لتقديم النصائح والإرشادات الطبية والنفسية للأهالي الذين لا يمكن الوصول إليهم ميدانيًا.