خاص - شهاب

قال الخبير في الشأن 'الإسرائيلي' محمد هلسة، إن الخوف والرعب يتصاعدان بين صفوف جنود جيش الاحتلال نتيجة مجريات المعارك والصور الواقعية التي تنشرها المقاومة من ساحات القتال، وهو ما ينعكس على حالة الجنود النفسية وسلوكهم داخل الجيش وخارجه.

وأوضح هلسة لـ(شهاب) أن هناك عدة عوامل مهمة تؤثر في هذا السياق، أبرزها زيادة نسب الامتناع عن الالتحاق بالخدمة العسكرية وارتفاع أعداد الجنود الذين يختلقون الأعذار للتملص من الخدمة، إضافة إلى تزايد معدلات الانتحار بين الجنود، خصوصًا الذين يخدمون في وحدات الخطوط الأمامية والقتالية.

وأشار إلى أن الدراسات والإحصاءات 'الإسرائيلية' قبل السابع من أكتوبر أظهرت أن معظم الجنود المنتحرين أو الذين يحاولون الانتحار، كانوا في وحدات القتال المباشر، حيث يترك القتال آثارًا نفسية عميقة على الجنود حتى بعد خروجهم من الخدمة. 

وذكر هلسة أن والد أحد الجنود المنتحرين وصف المأساة بأن 'ابنه غادر المعركة، لكن المعركة لم تغادره'، في إشارة إلى الأثر النفسي المستمر.

وأكّد الخبير أن وتيرة هذه الظاهرة تتصاعد مع استمرار الحرب الراهنة، حيث يؤدي الخوف من الموت والصور الواقعية التي توثق سقوط الجنود إلى تراجع هيبة الجيش الإسرائيلي وتراجع الدافعية للقتال بين أفراده.

وأضاف هلسة أن هذه الخسائر المتزايدة تؤدي إلى زيادة أعداد الجنود الرافضين الانخراط في العمليات العسكرية، بسبب الخوف والرعب المتصاعدين، لافتًا إلى أن المؤسسة العسكرية 'الإسرائيلية' تحيط موضوع الانتحار بسرية شديدة خشية تأثيره على الروح المعنوية لبقية الجنود والمجتمع 'الإسرائيلي'.

كما أشار إلى وجود محاولات مستمرة من قبل المؤسسة العسكرية لإخفاء تفاصيل خسائرها والتقليل من شأنها، معربًا عن أن حادثة مقتل سائق الباقر، والتي كذبت الرواية الرسمية التي تنشرها المؤسسة العسكرية، تعكس محاولات الاحتلال للحفاظ على 'وحدة الصف الداخلي' وتحفيز الجنود على الاستمرار في المعارك رغم الأوضاع النفسية الصعبة.