رصد 'فلسطين أون لاين' تفاعل متصاعد من قبل النشطاء مع قضية استقالة المذيعة والصحفية في هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، كاريشما باتيل.

وعبرت شريحة واسعة من النشطاء عن تضامنهم مع المذيعة 'باتيل' فيما نشر كثر أجزاء ومقتطفات من حديثها عن انحياز هيئة الإذاعة البريطانية في تغطيتها للحرب على غزة.

وكانت باتيل قالت إن استقالتها جاءت بعد شهور من الإحباط بسبب ما وصفته بـ'التحيز التحريري' في التعامل مع الأحداث، مشيرة إلى أن الشبكة تتجنب تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال الإسرائيلي خوفاً من ردود الفعل السياسية.

الطفلة هند رجب

وكشفت أن إحدى اللحظات الحاسمة التي دفعتها لمغادرة المؤسسة كانت رفض 'بي بي سي' تغطية قصة الطفلة الفلسطينية هند رجب، التي قُتلت بعد محاصرتها داخل سيارة تعرضت لوابل من الرصاص الإسرائيلي، رغم التغطية المكثفة من الهلال الأحمر الفلسطيني حول محاولات إنقاذها. وأضافت أن الشبكة لم توضح الجهة المسؤولة عن مقتلها، ما اعتبرته تهرباً من الحقيقة.

كما انتقدت باتيل قرار 'بي بي سي' بسحب فيلم وثائقي عن تأثير الحرب على الأطفال الفلسطينيين، مشيرة إلى أن الخطوة جاءت استجابة لضغوط خارجية، مما أثار موجة من الغضب، ودفع شخصيات بارزة للتوقيع على خطاب مفتوح يدين القرار.

وأكدت أن المشكلة لا تقتصر على حادثة واحدة، بل تعكس نمطاً أوسع من التردد في تناول القضايا المرتبطة بالصراع الفلسطيني، مما يقوض دور المؤسسة كجهة إعلامية مستقلة. ودعت إلى ضرورة الالتزام بالشجاعة التحريرية في نقل الحقيقة دون خوف أو انحياز.

تركت كاريشما باتيل وظيفتها في شبكة 'بي بي سي' بعد خمس سنوات، حيث عملت في تغطية قضايا الشرق الأوسط، ووباء كوفيد-19، والحرب في أوكرانيا، والتوترات الدينية في الهند. لكنها وجدت أن تجربة تغطية غزة كانت الأكثر صدمةً، حيث رأت كيف أن المؤسسة الإعلامية البريطانية الأكثر تأثيرًا لم تكن مستعدة للتعامل مع الحقيقة كما هي.

فقدان الشجاعة

وأكدت أن معايير الحياد الصحفي لا تعني تجنب الاستنتاجات القائمة على الأدلة، مشيرة إلى أن التردد في مواجهة الحقائق يجعل المؤسسات الإعلامية أداة في الحروب الإعلامية، حيث تملأ الجهات الفاعلة ذات النوايا السيئة الفراغ بالمعلومات المضللة.

وتختتم باتيل مقالها برسالة واضحة: 'لقد فقدت بي بي سي شجاعتها التحريرية في غزة. لكن الصحافة الحقيقية لا يمكن أن تبقى صامتة، لأن الحقيقة ليست مسألة رأي، بل هي مسؤولية'.