اخبار لبنان
موقع كل يوم -نداء الوطن
نشر بتاريخ: ٦ أيار ٢٠٢٥
في ظل الحرب التي تعصف بجنوب لبنان، يبرز التعليم الرسمي كجبهة صمود لا تقل شأناً عن السلاح. وبين دعوات الإلغاء والإصرار على الاستمرارية، تحسم النقابة موقفها: الامتحانات واجبة.
التعليم مقاومة مستمرة لا تتوقف حتى في أصعب الظروف
في حديث لـ 'نداء الوطن' يقول نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض: 'نحن ومع اندلاع الحرب في الجنوب منذ سنتين، كنا مصرين على إجراء الامتحانات الرسمية لأننا نعتبر أن مواجهة إسرائيل ليست فقط بالبارودة والسلاح، بل بالعلم والقلم والمعرفة، والذكاء الاصطناعي، فمثلًا في فيتنام ظلوا 20 عاماً تحت وطأة الحرب لكنهم كانوا يعلمون الأطفال تحت الأرض ويجرون الامتحانات أيضاً تحت الأرض، مدركين أهمية التعليم، لذلك فالدورة التعليمية يجب ألا تقف تحت أي ظرف من الظروف'.
عام دراسي شبه طبيعي يتطلب تمديداً لتثبيت المكتسبات التعليمية
وفي رأي محفوض أن العام الدراسي الحالي 'كان شبه طبيعي للطلاب، باستثناء الحافة الأمامية من الجنوب ولم يكن هناك الكثير من الاضرابات، وهناك في التعليم الرسمي تم التدريس لمدة أربعة أيام في الأسبوع بدلًا من خمسة، ومع مرور عدة أسابيع سيتم إنهاء المنهاج ولذلك قامت وزيرة التربية ريما كرامي بتمديد العام الدراسي لغاية 13 حزيران ليكون الطلاب قد استوعبوا كافة المعلومات وخصوصاً أن المنهاج بذاته مُقلّص'.
الامتحانات ضرورية لضمان الاعتراف بالشهادات ومستقبل الطلاب
ويقول محفوض إن 'أي فروقات بين الطلاب ليست سبباً لعدم إجراء الامتحانات، فيجب عليهم إجراؤها وأن يمتحنوا بالمعلومات التي أخذوها ليحملوا شهادة يستطيعون الخروج بها ليكملوا تعليمهم سواء داخل لبنان أو خارجه، فضرب الامتحانات هو ضرب للتعليم والشهادة الرسمية'.
الأثر النفسي والاجتماعي للحرب لا يلغي مصلحة الطلاب في التقييم
أما عن طلاب الجنوب، فيؤكد محفوض أن الحرب في الجنوب 'أثرت على العائلات والطلاب وعلى مكان سكنهم والعامل النفسي للاستيعاب لكن ذلك ليس سبباً كافياً لعدم إجراء الامتحانات فحتى هؤلاء الطلاب من مصلحتهم أن تتم الامتحانات لإكمال حياتهم والصمود أكثر'.
خطة متكاملة لدعم المتضررين وضمان عدالة التقييم
وعن الوزارة يشرح أنها 'تعرف أي المدارس نزح طلابها، وأين يتعلمون، وهل انتهوا من المنهاج أم لا. وعلى أساس ذلك يتم دعمهم. وبالتأكيد، إن النقابة على تنسيق مع الوزارة، ونحن من اقترح اجراء الامتحانات في كل المواد، ولسنا مع المواد الاختيارية من مبدأ أن التلميذ ليكوّن شخصيته يجب ألا يتعلم فقط مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء، بل عليه أن يعرف الجغرافيا، والفلسفة، والتربية والحضارات. وكل هذه المواد، هي التي تكوّن شخصية الطالب وتفتح آفاق المستقبل أمامه، لذلك، اقترحنا على الوزيرة إجراء الانتخابات في كل المواد، وكنا ضد المواد الاختيارية'.
نحو امتحانات نزيهة تعيد للشهادة اللبنانية مجدها
'لنحافظ على الشهادة اللبنانية '، ويقول محفوض: 'يجب أن تتم الامتحانات بطريقة نزيهة وذات مستوى، ما يقتضي مراقبة جيدة وتصحيحاً عادلاً. بذلك نكون قد وضعنا مدماكاً لنعيد قيمة الشهادة اللبنانية إلى طريقها الصحيح، ففي السنوات العشر الماضية تراجع مستوى التعليم لدينا، لذلك يجب إجراء الامتحانات الرسمية من أجل الحفاظ على المستوى التعليمي ومن أجل رفعه وتحسينه في السنوات القادمة، فقطاع التربية والتعليم هو القطاع الأساسي لنهوض البلد من حالة الانهيار التي يعانيها'.
التقييم رغم الصعوبات أفضل من انعدام التعليم كلياً
ويختم محفوض بتأكيده: 'أن إجراء الامتحانات وإعطاء شهادة للطلاب مهما كانت الظروف سيئة أفضل بكثير من عدم إجراء الامتحانات الذي سيسبب حتماً القضاء على التربية والتعليم في البلد'.
بين فوضى الأزمات وحتمية النهوض، لا خيار إلا التشبث بالتعليم كأداة بقاء. والامتحانات الرسمية اليوم ليست عبئاً، بل فرصة لحماية ما تبقّى من منظومة تربوية.