كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:

دخل ملف سحب السلاح الفلسطيني من مخيمات لبنان حيّز التنفيذ العملي، بعدما انتقل من الإطار السياسي إلى التطبيق الميداني، مع بدء زيارة وفد فلسطيني رسمي برئاسة عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، والمشرف على الساحة اللبنانية عزام الأحمد، إلى بيروت ستستمر عدة أيام، وتهدف إلى وضع آلية للتنسيق وضمان نجاحها.

ويرافق الأحمد وفد رفيع من كبار الضباط العسكريين والأمنيين، يمثلون جهاز المخابرات، قوات الأمن الوطني، التنسيق الخارجي والتوجيه السياسي، في إطار التمهيد لما بات يُعرف بـ “ساعة الصفر” المحددة في 16 حزيران الجاري، حيث يُفترض أن تبدأ عملية سحب السلاح من ثلاثة مخيمات في بيروت: شاتيلا، برج البراجنة، ومار الياس، نظراً لرمزيتها وموقعها الجغرافي في العاصمة وقرب مطار رفيق الحريري الدولي.

وفي مستهل زيارته، التقى الأحمد والوفد الرسمي، يرافقهم السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور، وأمين سر حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي أبو العردات، بمسؤولين عسكريين في اليرزة، ثم زار المدير العام للأمن العام اللواء حسن شقير، حيث تم الاتفاق على الخطوط العريضة للتحرك المشترك، تمهيداً لزيارة مرتقبة لأعضاء اللجنة اللبنانية – الفلسطينية المشتركة برئاسة ياسر عباس، نجل الرئيس محمود عباس، قبيل موعد بدء تنفيذ الخطة للاشراف عليها ميدانياً.

ومن المتوقع، أن يعقد الأحمد سلسلة اجتماعات مع قيادة حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير، بهدف استيعاب حالة الامتعاض في صفوف بعضها بسبب غياب التمثيل الفلسطيني من لبنان في اللجان المشتركة، وقد تشمل اللقاءات هيئة العمل الفلسطيني المشترك، بما فيها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، في محاولة لتوحيد الموقف تجاه هذا الاستحقاق الحساس.

وقد شهدت المخيمات الفلسطينية في الأيام الماضية حالة من البلبلة، عقب صدور بيانات من جهات مجهولة حملت توقيعات مثل: “منصة شهيد”، “أبناء عين الحلوة”، “شرفاء الشعب الفلسطيني في مخيمات لبنان”، “القيادة الثورية للقطاع العسكري”، وآخرها “أبناء الشعب الفلسطيني في لبنان”، جميعها تعارض سحب السلاح دون مقاربة شاملة للوجود الفلسطيني وإقرار الحقوق المدنية والاجتماعية، وتطالب بتمثيل واضح لحركة “فتح” وفصائل المنظمة في اللجان المشتركة.

ومنعاً للارباك والفتنة، أصدر السفير دبور بياناً توضيحياً نفى فيه بشكل قاطع علاقته بأي من هذه البيانات، مؤكداً أن ما ورد فيها لا يُعبّر عنه ولا عن قناعاته الوطنية، ومشدداً على التزامه الكامل بالشرعية الفلسطينية ممثلةً بالرئيس محمود عباس، وبموقف حركة “فتح” الداعم لأمن المخيمات وتعزيز التنسيق مع الدولة اللبنانية بما يخدم مصلحة الشعب الفلسطيني وقضيته.

كما أصدرت حركة “فتح” وفصائل منظمة التحرير الفلسطينية بيانات داعمة للموقف الرئاسي الصادر عن قصر بعبدا، إثر اللقاء الذي جمع الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون بالرئيس الفلسطيني محمود عباس في 21 أيار 2025، معتبرةً أن هذا اللقاء يُشكل خارطة طريق لتوطيد العلاقات الأخوية بين الشعبين، وتعزيز التعاون بين الدولتين اللبنانية والفلسطينية.