خاص الهديل….

قهرمان مصطفى 

وسط الأوضاع الإقليمية المتوترة وتزايد الهواجس الأمنية، خصوصاً بعد الهجوم الإرهابي الأخير على كنيسة في دمشق، بدأت ملامح طمأنينة تتسلل إلى الشارع المسيحي في لبنان.. هذه الطمأنينة ليست عفوية، بل تعود في جوهرها إلى الأداء المسؤول واليقظ الذي تبديه الأجهزة الأمنية اللبنانية، والذي حظي بإشادة واضحة من مراجع روحية مسيحية رفيعة.

مصادر كنسية مطلعة عبّرت عن ارتياحها لسلوك الدولة في التعامل مع التحديات، مشيرة إلى أن التنسيق بين المرجعيات الروحية والمؤسسات الأمنية بات أكثر نضجًا وفعالية من أي وقت مضى. وأكدت هذه المصادر أن الأجهزة المعنية تعمل بحرفية عالية، واستطاعت في الأيام الأخيرة إرسال إشارات واضحة للداخل والخارج بأن الأمن اللبناني ليس ساحة رخوة.

وفي قلب هذا المشهد، يبرز اسم اللواء رائد عبدالله، المدير العام لقوى الأمن الداخلي، الذي بات يُنظر إليه كرجل المرحلة بحزمه ووضوحه، وتواصله الدائم مع المراجع الدينية بهدف بناء جسور ثقة ومصارحة. أما اللواء حسن شقير، المدير العام للأمن العام، فتتم الإشادة بدوره في ملاحقة الشبكات المتطرفة ورصد التحركات المشبوهة، بفضل خبرته الطويلة وحضوره الميداني الهادئ لكن المؤثر.

من جهة أخرى، لا يخفى دور مدير المخابرات في الجيش اللبناني، العميد طوني قهوجي، الذي يُوصف بـ'رجل الظل'، نظراً لعمله الدقيق خلف الكواليس. العميد قهوجي يتابع ملفات بالغة الحساسية، ويتقن تنسيق الجهود مع مختلف الأجهزة، في إطار منظومة متكاملة تهدف إلى كبح أي تهديدات قبل أن تتفاقم.

وعليه كان لافتاً الحراك الرمزي والفعلي، حين زار اللواء شقير الصرح البطريركي في خطوة قرأتها الأوساط الكنسية كدليل على شفافية السلطة وانفتاحها. الزيارة عززت الإحساس بأن ملف الأمن – خصوصاً ما يتعلق بمراقبة الجماعات المتطرفة – يحظى بأولوية قصوى.

في ظل هذه الوقائع، ترى الأوساط الروحية أن التنسيق المستمر بين الكنيسة والأجهزة الأمنية بات يشكّل صمام أمان حقيقياً. وتدعو إلى المزيد من الدعم السياسي لهذه المؤسسات، التي أثبتت خلال المحطات الصعبة أنها الحصن الأخير في وجه الفوضى. وترى أن الشراكة الثلاثية بين اللواء عبدالله، اللواء شقير، والعميد قهوجي باتت اليوم ركيزة لا يمكن الاستغناء عنها في حماية لبنان من الرياح العاتية.