اخبار لبنان
موقع كل يوم -المرده
نشر بتاريخ: ١٣ تشرين الأول ٢٠٢٥
كشفت دراسة حديثة أن مفهوم «الذاكرة» لا يقتصر على تخزين المعلومات في الخلايا العصبية الدماغية فحسب، بل يمتد ليشمل خلايا أخرى غير عصبية في أجزاء أخرى من الجسم.
الاكتشاف نُشر في مجلة «Science Advances»، ومن شأنه أن يُعيد تعريف الكيفية التي تعالج وتخزن بها خلايا الجسم البشري المعلومات والذكريات.
فلطالما أظهرت أبحاث أن جلسات الدراسة المتعددة والقصيرة أكثر فعالية من حشو المعلومات في جلسة مكثفة واحدة، وهي ظاهرة تُعرف باسم «تأثير تباعد الإشارات». وأظهرت الدراسة المخبرية، التي أجراها باحثون في جامعة نيويورك الأميركية، أن هذا التأثير لا يقتصر على الخلايا العصبية، بل يعزز قوة الاستجابة والذاكرة في الخلايا البشرية غير العصبية أيضاً، وهذا يشير إلى أن «قواعد التعلم» الجزيئية قد تكون مبدأ بيولوجيّاً أوسع.
وقام الباحثون بزراعة خلايا بشرية غير عصبية وزودوها بـ«مراسل» مدمج يُضيء لفترة وجيزة عند تنشيط جين معين. وعندما تعرضت الخلايا لنبضات كيميائية متباعدة، كانت الاستجابة الجينية الناتجة أقوى واستمرت لفترة أطول وهذا كانت عليه عند التعرض لنبضة واحدة مكثفة، حتى لو كانت الجرعة الإجمالية متساوية.
ويُعزى هذا التأثير إلى قدرة الخلايا على دمج النبضات بمرور الوقت، ما ينتج استجابة جينية أكثر ديمومة.
وربطت الدراسة هذا التأثير باللاعبين الجزيئيين الرئيسيين «ERK» و«CREB»، وهما بروتينان معروفان بالفعل بأهميتهما للذاكرة طويلة الأمد في الخلايا العصبية. وعندما تم تثبيط هذين البروتينين، اختفت ميزة التباعد تماماً، وهذا يؤكد دورهما المحوري في هذه العملية. ويعيد هذا الاكتشاف صياغة «التعلم» باعتباره ليس خدعة دماغية حصريّاً، بل مبدأ عامّاً لكيفية معالجة الخلايا للمعلومات بمرور الوقت.
وتفتح هذه النتائج آفاقاً جديدة لفهم الذاكرة وتطبيقاتها العملية. فعلى سبيل المثال، يمكن أن تساعد العلماء في بناء نماذج أفضل للذاكرة وتصميم جداول جرعات أدوية أكثر ذكاءً، حيث قد تكون الجرعات الأصغر المُقدمة في نبضات موقوتة أكثر فعالية من جرعة كبيرة واحدة. ومن ثم، يصبح التوقيت أداة تصميم حقيقية في العالم الواقعي.