رام الله – مصدر الإخبارية

قال الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي صادق الخضور، اليوم الثلاثاء، إن الوزارة تعمل على استدراك العام الدراسي السابق وإنقاذ العام الدراسي الحالي.

وأوضح الخضور لوكالة الأنباء الفلسطينية، أن خطة الوزارة مسبقاً كانت استئناف العملية التعليمية مع انتهاء العدوان، ولكن بعد أن طال أمد العدوان، ومع بدء العام الدراسي الجديد ارتأت الوزارة أنه من الضرورة استئناف العملية التعليمية في قطاع غزة ضمن الخيارات المتاحة.

وأضاف أن الوزارة قررت البدء بالمدارس الافتراضية رغم صعوبة هذا الخيار على اعتبار أن التدمير الذي طال البنية التحتية لم يقتصر على الأبنية، وإنما طال شبكة الكهرباء والإنترنت، ولكن رغم ذلك استحدثت الوزارة وحدة خاصة بمتابعة التعليم في قطاع غزة، وبدأت بتدشين مدارس افتراضية يعمل بها معلمون من الضفة الغربية، وبالتالي كان هناك التحاق من الطلبة، حيث تعمل المدارس يومياً قرابة ثلاث ساعات.

وكان مجلس الوزراء قد بحث اليوم في جلسته الأسبوعية في رام الله، استمرار جهود وزارة التربية والتعليم العالي في تطوير منظومة التعليم الإلكتروني لطلبة قطاع غزة التي التحق بها حتى الآن حوالي 220 ألف طالب وطالبة، وبمساعدة 5 آلاف معلم من معلمي الضفة الغربية الذين لبوا نداء وزارة التربية لخدمة أبنائهم وإخوانهم في القطاع، كما تستمر الاستعدادات لعقد جلسة خاصة لامتحان الثانوية العامة لأكثر من 35 ألف طالب في القطاع.

وفي هذا السياق، أشار الخضور إلى أن الأمر لم يكن سهلاً، وأنه في البداية كان هناك صعوبات في تسجيل الطلبة، والوزارة عممت أكثر من مرة ونشرت تفاصيل دخول الطلبة في هذه المدارس والتسجيل بها، إلى جانب عملية تدقيق البيانات، وحالياً وصل عدد الطلبة الملتحقين بالمدارس الافتراضية إلى أكثر من 220 ألف طالب وطالبة في الصفوف المختلفة وهو ما يقارب 40% من إجمالي الطلبة حتى الآن.

وأضاف أن الوزارة وضمن تدخلاتها بما يتعلق بالطلبة من قطاع غزة المتواجدين في الخارج والبالغ عددهم 19 ألف طالب وطالبة، عملت على إنقاذ العام الدراسي لـ11 ألف طالب وطالبة منهم التحقوا العام الماضي بمدارس افتراضية تطوع بها معلمون من الضفة الغربية، و8 آلاف التحقوا بمدارس افتراضية خاصة بداية العام الدراسي الحالي.

وبين أنه بالتوازي مع خطوة المدارس الافتراضية، تم تطوير منظومة الرزم التعليمية بملخصات للمواد، وإعداد رزم إضافية لطلبة الثانوية العامة، إلى جانب منصات تعليمية مساندة، موضحاً أن الوزارة بصدد عامين دراسيين في عام، العام الدراسي السابق في الفصل الدراسي الأول والعالم الحالي في الفصل الدراسي الثاني.

وأضاف أنه إلى جانب الصفوف الافتراضية التي تتيح تفاعل الطلبة مع المعلمين، يتم تسجيل الحصص الدراسية لضمان وصول الطالب لها في حال لم يستطع الحضور بسبب تقطع خدمة الإنترنت، وعليه تم تطوير البوابة التعليمية للوزارة، بالإضافة إلى أنه بالتعاون مع جامعة العلوم الإسلامية في الأردن تم تطوير منصة إضافية تعتمد المنهاج الفلسطيني وتعمل ببث مباشر أثناء الحصص الدراسية إضافة إلى الحصص المسجلة.

وأشار الخضور إلى أن التحدي الذي يبقى هو التقييم الخاص بالتعليم الإلكتروني، وأنه يجري التفكير في آليات التقييم، مؤكداً أن الهدف الأساسي هو إنقاذ العام الدراسي.

وحول الثانوية العامة، قال الخضور إنه تم إطلاق رابط خاص بمدارس افتراضية لطلبة الثانوية العامة للعام الدراسي السابق، الذين لم يتقدموا للامتحان في قطاع غزة، وقد سجل به 31 ألف طالب من أصل 35 ألف طالب داخل قطاع غزة، وأنه سيتم عقد دورة استثنائية خاصة في شباط 2025، إلى جانب دورة استثنائية أخرى لطلبة قطاع غزة في الخارج ستعقد في كانون الثاني 2025، على أمل إنقاذ العام الدراسي.

وأشار الناطق الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم العالي إلى أن آلية عقد الدورة سيتم تحديدها تبعاً للأحداث، سواء وجاهياً أو إلكترونياً في أسوء الحالات.

وأوضح بخصوص طلبة الجامعات أنه منذ بدء العدوان هناك التحاق من الطلبة في جامعات الضفة ضمن مبادرات لتلك الجامعات، كما أن جامعات قطاع غزة أعادت تفعيل التعليم الإلكتروني، مؤكداً أن متابعة التعليم في جامعات القطاع وإسنادها ضمن الخطوات التي تقوم الوزارة بها باستمرار، وأن هناك اجتماعات منتظمة مع رؤساء الجامعات في غزة بهدف تقديم أي إسناد ممكن لهم.

وأسفرت حرب الإبادة والعدوان الإسرائيلي الشامل المتواصل على شعبنا في المحافظات الجنوبية والشمالية منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، عن استشهاد 11,923 طالبا وإصابة 19,199 آخرين بجروح، وفقا لبيانات وزارة التربية والتعليم العالي.

وأوضحت التربية أن عدد الطلبة الذين استُشهدوا في قطاع غزة منذ بداية العدوان وصل إلى أكثر من 11,808، والذين أصيبوا 18,596، فيما استُشهد في الضفة 115 طالبا وأصيب 603 آخرون، إضافة إلى اعتقال 450.

وأشارت إلى أن 561 معلما وإداريا استُشهدوا وأصيب 3729 بجروح في قطاع غزة والضفة، واعتُقل أكثر من 148 في الضفة.

ولفتت إلى أن 341 مدرسة حكومية وجامعة ومباني تابعة لها و65 تابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين 'أونروا' تعرضت للقصف الإسرائيلي والتخريب في قطاع غزة، ما أدى إلى تعرض 138 منها لأضرار بالغة، و77 للتدمير بالكامل، كما تعرضت 84 مدرسة و7 جامعات في الضفة للاقتحام والتخريب.

وأكدت التربية أن 788 ألف طالب في قطاع غزة ما زالوا محرومين من الالتحاق بمدارسهم وجامعاتهم منذ بدء العدوان، فيما يعاني معظم الطلبة صدمات نفسية، ويواجهون ظروفا صحية صعبة.

وأشارت إلى أن اقتحامات الاحتلال المتكررة لمحافظتي جنين وطولكرم تسببت في ترويع الطلبة في مدارسهم.