اخبار السعودية
موقع كل يوم -صحيفة الوئام الالكترونية
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
لكل منا بصمة رائحة فريدة تتأثر بجيناتنا وهرموناتنا وحتى حالتنا المزاجية. لكن دراسات علمية متزايدة تكشف أن أحد أهم العوامل التي يمكننا التحكم بها هو طعامنا، الذي لا يغير رائحتنا فحسب، بل يؤثر أيضًا على مدى جاذبيتنا في عيون الآخرين.
ويوضح كريغ روبرتس، أستاذ علم النفس الاجتماعي في جامعة ستيرلينغ، أن 'الرائحة تتشكل بفعل جيناتنا وهرموناتنا وصحتنا ونظافتنا'. ومع ذلك، يظل النظام الغذائي هو المتغير الأبرز الذي يمكن أن يحدث فرقًا ملموسًا.
كيف يؤثر الطعام على رائحتنا؟
بيولوجيًا، يؤثر الطعام على رائحة أجسامنا عبر مسارين رئيسيين: الجهاز الهضمي والجلد.
في المسار الأول، تقوم بكتيريا الأمعاء باستقلاب الطعام، مطلقةً جزيئات متطايرة تخرج من الجسم مسببة رائحة الفم الكريهة أحيانًا.
وفي المسار الثاني، تنتقل المركبات الكيميائية من الطعام عبر مجرى الدم لتخرج مع العرق، وحينها تتفاعل مع بكتيريا الجلد منتجةً رائحة الجسم المميزة.
الفواكه والخضروات: سلاح ذو حدين
على الرغم من فوائدها الصحية، فإن الخضروات الصليبية مثل البروكلي والملفوف غنية بمركبات الكبريت التي قد تمنح العرق رائحة نفاذة تشبه البيض الفاسد. وكذلك الحال مع الثوم والبصل.
لكن المفاجأة جاءت من دراسة قادها الباحث يان هافليتشيك في جامعة تشارلز التشيكية، حيث وجد أن الرجال الذين تناولوا كميات كبيرة من الثوم كانت رائحة عرقهم 'أكثر جاذبية' للنساء.
ويفترض الباحث أن الخصائص المضادة للأكسدة والميكروبات في الثوم قد تشير إلى صحة جيدة، وهو ما يفسر هذه الجاذبية.
وعلى نطاق أوسع، وجدت دراسة أسترالية عام 2017 أن الرجال الذين تناولوا كميات أكبر من الفواكه والخضروات كانت رائحتهم أفضل، حيث وصفت بأنها 'فاكهية وزهرية وحلوة'.
اللحوم والأسماك: مفاجأة غير متوقعة
يمكن أن تسبب اللحوم والأسماك رائحة مميزة. لكن دراسة أجراها فريق هافليتشيك عام 2006 كشفت أن رائحة الرجال الذين اتبعوا نظامًا غذائيًا خاليًا من اللحوم لمدة أسبوعين تم تقييمها على أنها 'أكثر جاذبية ومتعة وأقل حدة' مقارنة بالفترة التي تناولوا فيها اللحوم.
ويعتقد الباحث أن الاستهلاك اليومي المرتفع للحوم يعد ظاهرة حديثة نسبيًا في تاريخ التطور البشري، مما قد يفسر هذه النتيجة.
الكحول والقهوة وتأثيرات أخرى
يؤدي استهلاك الكحول إلى إطلاق مركب 'الأسيتالديهيد' ذي الرائحة النفاذة، كما يسبب الجفاف الذي يزيد من رائحة الفم الكريهة. أما الكافيين، فيمكن أن يحفز الغدد العرقية، مما يخلق بيئة مثالية لنمو البكتيريا المسببة للرائحة.
لا توجد وصفة سحرية
ويؤكد العلماء أن النتائج لا تزال معقدة ومتناقضة أحيانًا. ففي إحدى الدراسات، وُجد أن النساء الصائمات كانت رائحة عرقهن أكثر جاذبية، بينما أظهرت دراسة أخرى أن الصيام يزيد من رائحة الفم الكريهة.
ويخلص الباحثون إلى أنه لا توجد صيغة واضحة لكيفية تأثير الطعام على رائحتنا وجاذبيتنا. يقول هافليتشيك: 'هناك الكثير من المركبات العطرية، وفي معظمها لا نعرف كيف تؤثر على رائحة أجسامنا، ولكن هناك احتمال كبير بأنها تفعل ذلك'.










































