اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
بعد مرور حوالي السنتيْن على عدوان الإبادة الذي يُنفذّه جيش الاحتلال الإسرائيليّ في قطاع غزّة، بأوامر مباشرةٍ من المُستوى السياسيّ بقيادة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، يتبادر إلى الذهن التساؤل التالي: هل بدأ الرأي العّام في الولايات المُتحدّة الأمريكيّة يتغيَّر لصالح أحرار العالم، وفي مقدّمتهم الفلسطينيين؟ وهل المظاهرات التي كانت في الجامعات الأمريكيّة ضدّ الكيان ونصرةً لفلسطين، هي امتدادٌ للمظاهرات التي تعُمّ الدول الأوروبيّة؟ هل وصلت الصحوة إلى واشنطن لتؤكِّد لكلّ أمريكيٍّ أنّ إسرائيل عبئًا وليس كنزًا؟ وهل بدأ الأمريكيون يُفكّرون بأنّ أموال الضرائب التي يدفعونها يصِل الجزء الكبير منها في نهاية المطاف إلى دعم الكيان؟
وفي هذا السياق، تضمن برنامج “Last Week Tonight” الأمريكيّ، الذي عُرض أمس في الولايات المتحدة، هجومًا لاذعًا من مُقدّمه جون أوليفر على إسرائيل ضدّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ، بنيامين نتنياهو، وهذه هي المرّة الأولى التي يتعرّض فيها رئيس الوزراء الإسرائيليّ إلى هجومٍ لاذعٍ وساخرٍ من مذيعٍ أمريكيٍّ معروفٍ ومخضرمٍ وبرنامجه من الأكثر مشاهدةً في أنحاء الولايات المُتحدّة الأمريكيّة.
وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة اليوم الأربعاء إنّه لم يعد برنامج HBO يُبثّ على القنوات الإسرائيليّة كما كان في السابق، بسبب الاستعدادات لإطلاق خدمة البثّ التابعة لـ HBO في إسرائيل، ولكن مع ذلك، حتى على قناة (يوتيوب) التي يُمكن مشاهدته فيها عادةً، مُنعت حلقة الليلة الماضية من المشاهدة بحجة أنه “بحسب إعدادات مُحمّل الفيديو، الفيديو غير متاح في بلدك”. في إشارةٍ واضحةٍ إلى أنّه كانت هناك تدّخلات خارجيّةٍ من ديوان نتنياهو لمنع بث البرنامج الذي يسيء لنتنياهو كثيرًا ويفضح ألاعيبه، وتحديدًا في أكثر البرامج التلفزيونيّة الأمريكيّة انتشارًا وتأثيرًا.
وفي مونولوجٍ مُخصّصٍ لنتنياهو، أشار أوليفر إلى أنّه، أي نتنياهو، يشغل منصبه منذ عام 1996 بشكلٍ مُتقطّعٍ، مُحاولًا تسويق نفسه كرجلٍ قويٍّ سيحمي إسرائيل، مُدمجًا فيديو حزب (الليكود) الدعائيّ الذي يُصوّر نتنياهو كجليسة أطفال، قائلًا: “في الانتخابات القادمة، أنتم تختارون من سيعتني بأطفالنا”.
علاوة على ذلك، وصف أوليفر سارة نتنياهو بأنّها ماري أنطوانيت الإسرائيليّة، وذكر أيضًا في المونولوج استمرار تراجع شعبية نتنياهو في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكيّة، وتحدث عن مسؤوليته عن الأزمة الإنسانية في غزة، وسرد قصة الأموال التي انتقلت برعايته من قطر إلى حماس على مرّ السنين.
بالإضافة إلى ذلك، ذكر المذيع الأمريكيّ البارز أوليفر أنّ نتنياهو تحالف مع أعضاء اليمين المتطرف في حكومته، وأشار إلى لوائح الاتهام المرفوعة ضدّه بالفساد، وقال في هذا السياق: “هذا العام، يواصل نتنياهو قيادة أطول حربٍ وأكثرها دمويةً في تاريخ إسرائيل. لقد جوّع غزة، وقصف إيران، وشنّ غاراتٍ جويّةٍ على قطر واليمن وسوريّة ولبنان. يبدو أنّ أحدهم أعطاه كوب قهوة مكتوب عليه “انهض واعمل بجد”، وفهمه حرفيًا بطريقةٍ معاديةٍ للمجتمع”، على حدّ تعبير المذيع الأمريكيّ.
كما أشار المذيع المخضرم إلى اتفاقيات إبراهيم، التي وُقعت عام 2020 على الرغم من الفلسطينيين، والتي أثارت استياءهم. بالطبع، سيكون الأمر بمثابة “انفجار” بالنسبة للفلسطينيين، وهذا ليس مفاجئًا، فكلّ ما يفعله نتنياهو له هذا الأثر الجانبيّ. لو كان بإمكانه سكب حبوب الإفطار بطريقةٍ تُفاقم الوضع في غزة بشكلٍ كبيرٍ، لفعل ذلك، ولا تظنّوا أنّ إسرائيل لا تملك أفضل علماء الحبوب الجيوسياسيين الذين يعملون على تحقيق هذا الحلم، طبقًا لأقوال المذيع الأمريكيّ المُخضرم.
وفي غضون ذلك يتسّع مدّ مقاطعة إسرائيل في أوروبا: فقد منعت بلدية برشلونة، التي قطعت علاقاتها مع الكيان بسبب حرب الإبادة، أمس، رياضيًا إسرائيليًا من المشاركة في مسابقة ترياثلون في المدينة. وسجّل ألموغ إلعازاري، وهو رياضي ترياثلون إسرائيلي يبلغ من العمر 22 عامًا، في جولة تحدي برشلونة، لكن منظمي المسابقة رفضوا تسجيله في فئة النخبة.
وقالت صحيفة (هآرتس) العبريّة: “أرسل إلعازاري إلى المنظمين بريدًا إلكترونيًا يُثبت أنه رياضي محترف ذو تصنيف، وتلقى ردًا منهم أمس جاء فيه: “بناءً على إجراءاتٍ أمنيةٍ مُصممةٍ لمنع الاضطرابات، منعت بلدية برشلونة الرياضيين النخبة من المشاركة في الأحداث الرياضية الدولية في المدينة. نأمل أنْ ينتهي الصراع قريبًا، وأنْ نتمكن من العودة إلى الروتين المؤسسي، حتى تتمكنوا من المشاركة في عام 2026”.
إلى ذلك، طالبت شركة (ريبوك) المنتخب الإسرائيليّ بكرة القدم بإزالة شعارها من زيه الوطنيّ، وتواصلت الشركة مع مستوردها في إسرائيل، MSG، وطلبت منه إزالة الشعار من الزي الذي يزوده به الفريق دون توقيع اتفاقية مع الشركة العالميّة.
وأعلن الاتحاد الإسرائيليّ لكرة القدم أنّه سيبحث عن راعٍ آخر للزي، لافتًا، بحسب (هآرتس) العبريّة، إلى أنّه يبدو أنّ الشركة رضخت لتهديدات مقاطعةٍ محرجةٍ لا أساس لها من الصحة، طبقًا لأقواله.
في سياقٍ ذي صلةٍ، دعت الحملة الفلسطينية إلى مقاطعة المؤسسات الأكاديمية والثقافية والرياضية الإسرائيلية لتواطؤها المستمر والعميق في الجرائم الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني وإنكارها لحقوقه بموجب القانون الدولي، لا سيما أول إبادة جماعية متلفزة في التاريخ بحق 2.3 مليون من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة المحتل والمحاصر.
وقالت في بيانٍ: “يستغل نظام الاستعمار الاستيطاني والاحتلال العسكري والأبارتهايد الإسرائيلي موقف الأنظمة العربية المتخاذل أوْ المتواطئ في جريمة الإبادة الإسرائيلية لاستكمال سيرورة التطبيع بهدف فرض نفسه ككيانٍ طبيعيٍّ في المنطقة، إلى جانب توسيع نفوذه معتمدًا على التحالفات العسكريّة والأمنيّة التي أنشأها مع بعض الأنظمة الاستبدادية، وبشراكةٍ كاملةٍ مع الإدارة الأمريكية والدول الاستعمارية الغربية الأخرى”.