هل تعاني من انتفاخ متكرّر، شعور بثقل بَعد الأكل، إمساك مزمن أو غازات مزعجة؟ قد يكون التشخيص السريع بـ «القولون العصبي» قد أغفل أسباباً أعمق تستدعي التدقيق. فليست كل الأعراض الهضمية ناتجة من التوتر أو العامل النفسي فقط، بل قد تكون نتيجة لخلل داخلي دقيق في الجهاز الهضمي.

متى يكون الانتفاخ غير طبيعي؟

النفخة العارضة بعد وجبة دسمة أو غنية بالألياف أمر شائع، لكنّ التكرار اليومي أو استمرار الانزعاج حتى بعد تناول كميات خفيفة يُشير إلى مشكلة أعمق.

وقد بيّنت أبحاث حديثة أنّ أسباب الانتفاخ المزمن متعدّدة، منها نقص الألياف القابلة للذوبان، اضطراب في توازن بكتيريا الأمعاء، انخفاض المغنيسيوم، والإفراط في تناول المحليات الصناعية أو وجود تحسس غير ظاهر للغلوتين أو اللاكتوز.

هل شُخِّصتَ سريعاً بمتلازمة القولون العصبي؟

غالباً ما يُعتمد على الأعراض فقط من دون فحوص دقيقة، على رغم من أنّ الإمساك المزمن أو الغازات قد يكونان علامة على نقص في عناصر مثل المغنيسيوم أو فيتامين D، أو اضطرابات في الامتصاص.

كما قد توجد حالات من تحسّس الغلوتين غير المرتبط بالداء الزلاقي، أو نقص إنزيمات هضمية كـ «اللاكتاز» من دون أن تُظهِر في الفحوصات التقليدية.

الميكروبيوم... لاعبٌ خفيٌ في صحّتك

يلعب الميكروبيوم المعوي، وهو مجتمع بكتيري مفيد، دوراً أساسياً في الهضم والمناعة والمزاج. الأنظمة الغذائية الحديثة تُضعف تنوّعه، ممّا يؤدّي إلى تخمّر غير سليم وانتفاخ.

وأظهرت دراسات أنّ تحسين تنوّع هذه البكتيريا من خلال التغذية قد يُقلّل الأعراض بنسبة تفوق 60%، من دون الحاجة إلى أدوية.

نصائح عملية للتعامل مع الأعراض

- ركّز على الألياف القابلة للذوبان مثل الشوفان وبذور الكتان.

- أضف أطعمة مخمّرة طبيعياً لتعزيز الميكروبيوم كالمخلّلات واللبن الرائب.

- قلِّل من السكريات الصناعية واشرب ماء فاتراً صباحاً.

- جرّب التوقف عن منتجات الألبان والغلوتين بإشراف مختص.

- مارس المشي لتحفيز الهضم وتخفيف النفخة.

متى تزور الطبيب؟

إذا رافق الانتفاخ فقدان وزن، دم في البراز، ألم شديد، أو كان لديك تاريخ عائلي بأمراض مناعية،

الراحة الهضمية تبدأ من المطبخ، لا من الدواء. افهم أمعاءك، وابدأ من هناك.