اخبار فلسطين
موقع كل يوم -شبكة مصدر الإخبارية
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
أرغم غلاء الحطب والخشب المواطنين على إشعال أي شيء كالنايلون والملابس والأحذية رغم الأضرار الصحية؛ لطهي الطعام في ظل تفاقم أزمة الغاز، وإشعال النار بات من أساسيات الحياة اليومية؛ لذلك يضطر المواطنين للبحث يوميًا عن بدائل أخرى.
يعيش الغزيين بين نار الحرب والغلاء، بعد ما ارتفعت سعر كيلو الخشب إلى 7 شواكل ناهيك عن ارتفاع الأسعار، فيضطر البعض المخاطرة بحياتهم في جمع الحطب من الأماكن التي أعلن عنها جيش الاحتلال بأنها مناطق قتال خطيرة.
سعيد المبيض يضطر إلى جمع الحطب لعائلته من المناطق الشمال لغزة بعد ارتفاع سعر الحطب، مما عرض حياته للخطر أكثر من مرة، وأصيب في قدمه من رصاص طائرة الكواد كابتر بالكاد كان سيفقدها أو يفقد حياته.
يقول سعيد لـ'شبكة مصدر الإخبارية': 'بعد إصابتي صرت أجمع أنا وأولادي النايلون والكرتون من الشوارع وملابسنا لإكمال وجبتنا من الطعام اليومية، على الرغم من أن ملابس أطفال لا تكفي وجميعها مهترئة'.
ويشير إلى أنّ حرق مستلزماتهم اليومية لم يبقَ أي شيء لهم، ويحاول قدر الإمكان جمع ما يمكن جمعه من الشوارع وإذ لم يستطع توفير شيء يقوم بأكل الخبز والدقة مع أفراد عائلته دون اشتعال النار لطهو الطعام.
ويبيّن أن لم يعد لديهم القدرة على شراء الحطب بسبب ارتفاع سعر بمستوى غير مسبوق، متسائلًا: 'شو بدنا نعمل إذا جمعنا النايلون والكرتون نأكل وإن لم نعثر عليه نجوع؟، هل سنموت جوعًا أم من صواريخ الاحتلال'.
نسمة أبو غبن الأخرى حالها لا يختلف عن سعيد، تجمع البلاستيك النايلون وبعض من الملابس لطهو الطعام، مما سبب لها ضيق بالتنفس وحساسية في عيناها لم تعد لديها القدرة علة التحمل.
تخبرنا نسمة: 'أكلة العدس والوجبة الوحيدة المتوفرة لديهم تحتاج إلى كيلو ونصف من الخشب لطهيه، وهذا بات فوق طاقتنا إن وفرناه اليوم غدًا لم يكن موجود'.
وتشير لـ'مصدر الإخبارية' إلى أنّ بفعل الأزمة التي تعيشها لم تجد بديلًا آخر لإشعال النار سوى البلاستيك والملابس والورق، على الرغم من مخاطرها الصحية عليها خصوصًا أطفالها.
كانت حياة نسمة الصحية صعبة قبل الحرب، فهي تعاني من مشاكل تنفسية والتهابات على الرئتين تتطلب الاستمرار في العلاج خاصة الأوكسجين بشكل مستمر، وبسبب شح الأدوية زاد من معاناتها الصحية وتفاقمت مع جلوسها مقابل النار يوميًا.
ولم يعد الخشب خيارًا سهلًا، إما الذهاب إلى الأماكن الأكثر خطورة لجمعها أو اختيار بديلًا آخر وهو البلاستيك والملابس فقد وصل سعر الكيلو الواحد إلى سبعة شواكل، وهو يفوق قدرة الغزيين على شرائه، تقول نسمة.
ريما السرساوي كانت تشتري الخشاب كان ثمنه 2 شيكل، ومن ثم تضاعف ثمنه، حتى وصل إلى سبعة شواكل، ولم تعد لديها القدرة على شرائه، وهي تحتاج يوميًا إلى ثمانية كيلو للخبز وطهي الطعام.
تروي ريما لـ'شبكة مصدر الإخبارية': 'حرقت ملابسي أنا وزوجي كي نعيش يومنا كأي إنسان في غزة، حتى الخشب الذي نشتريه نوعه رديء ولكن مع ارتفاع الطلب عليه ارتفع سعره'.
وتختم قولها: 'حرقنا حياتنا أمام أعيننا ملابسنا وكتبنا والأثاث، نعيش معارك يومية لأجل الطعام وإنقاذ عائلتك من المجاعة، إلى متى سنبقى نعاني لا نعلم'.
اقرأ/ي أيضًا: مطبخ المجاعة: ابتكارات النساء في زمن اللاشيء