لا تزال أزمة الكهرباء تتفاعل سياسياً وشعبياً فالمشكلة ليست في تأمين الفيول ولا التمويل، بل هي في الأساس مشكلة إهمال المسؤولين وانتشار ثقافة الفساد.

التطور الوحيد هذه المرة يتمثل بقيام القضاء اللبناني بوضع اليد على هذا الملف بعدما أغرقت البلاد بالظلام الشامل، ما تسبّب بإرباك القطاعات الحيوية كافةً، وأهمّها مطار رفيق الحريري الدولي، المستشفيات الحكومية، قصور العدل، والسجون.

وأثار قرار الجزائر تزويد لبنان بكميات من الوقود لتشغيل المحطات بعد غرق قطاعات عدة في العتمة 'نقطة ضوء' وأوضحت الجزائر أن القرار جاء بمبادرة من الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الذي أمر بتزويد لبنان 'فوراً' بكميات من النفط، لمساعدته على تجاوز أزمته الطاقوية خلال الظروف الاقتصادية العصيبة التي يمر فيها.

توازيا أعلن وزير الطاقة في حكومة تصريف الاعمال وليد فياض أن “باخرة الفيول التي انطلقت من الجزائر تصل الى لبنان الاثنين المقبل”.

وأضاف في حديث لـ“صوت كل لبنان”: “لقد أخذت الوزارة عيّنة من الحمولة وأرسلت الى دبي حيث سيتم فحصها وإذا تطابقت مع المواصفات اللازمة سيبدأ المواطن بالتماس تحسّن تدريجي في التغذية بدءاً من السابع والعشرين منه”.

وعن سيناريوهات مواجهة الحرب المفتوحة تحدث فياض عن أنّ “بعض المستشفيات الحكومية تحصل على التغذية مباشرة من شركة كهرباء لبنان، وفي حال حصول أي طارئ يمكن الاعتماد على الشبكة الكهرمائية في بعض المستشفيات بحسب موقعها”.

ولفت الى أنّ “منظومة المولدات الكهربائية المنتشرة في كل المناطق كما امتداد الطاقة الشمسية يمكن أن يشكل حماية نوعا ما لأزمة الطاقة، في حال أراد الجيش الإسرائيلي استهداف شبكة الكهرباء”.

كما طمأن فياض الى أنّ “لدى لبنان ما يكفي لمدّة شهر أو أكثر من الحاجة للمواد النفطية للاحتياجات الضرورية، لا سيّما لسيارات الاسعاف والمستشفيات وتأمين ضخّ المياه”.

في السياق اعتبر عضو تكتل “الجمهورية القوية” النائب أنطوان حبشي أنه “عندما لا يكون هناك صدق في التعاطي سيدفع الناس والبلد ثمنه و”حبل الكذب قصير” و”منّا مكيفين” بالخصام الذي حصل في “التيار”.

وتابع في حديث للـ'mtv': “العتمة الشاملة هي نتيجة تراكم ومسؤوليتها تقع على مجموعة أفرقاء خصوصًا وزراء “التيار” وهناك سوء إدارة أوصلت البلد إلى هنا إضافة إلى سوء نيّة”.

وتعليقًا على كلام فيّاض عن “يا كهربا يا كرامة” قال حبشي: “أصحاب هكذا معادلات “عم بدعوسوا” على الناس”.

كما أشار إلى أنه “من المعيب في مجلس النواب وبعد 40 سنة عجز وعتمة شاملة ألّا تتألّف لجنة تحقيق برلمانية وهناك بصيص أمل عبر إشراك القطاع الخاص في إنتاج الكهرباء”