اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١٧ تشرين الثاني ٢٠٢٥
حذّر مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين (PJPC) من تفاقم الانتهاكات الخطيرة التي ترتكبها سلطات الاحتلال بحق الصحفيين الفلسطينيين داخل السجون، مؤكّدًا أن هذه الممارسات باتت تشكّل تهديدًا مباشرًا لسلامة الصحفيين وللعمل الإعلامي في الأراضي الفلسطينية.
وأوضح المركز، في بيان صحافي، أن الاحتلال يواصل اعتقال 26 صحفياً داخل سجونه، بينهم ثلاثة صحفيين لا يزال مصيرهم مجهولًا منذ اعتقالهم في غزة عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، في واحدة من أخطر حالات الاختفاء القسري الموثّقة ضد الصحفيين في العالم.
وأشار المركز إلى أن الصحفيين نضال سهيل الوحيدي وهيثم جمال عبد الواحد وأحمد عصام الأغا اختفوا قسرياً منذ لحظة اعتقالهم، دون السماح لعائلاتهم أو محاميهم بمعرفة مكان احتجازهم أو الظروف التي يواجهونها.
ووصف المركز ما يحدث بأنه 'انقطاع كامل' لأي معلومة، ما يفاقم المخاوف بشأن سلامتهم الجسدية والنفسية.
وأكد المركز أن شهادات الصحفيين المفرج عنهم تكشف عن سياسة ممنهجة يمارسها الاحتلال تستهدف الصحافة الفلسطينية، عبر التعذيب وسوء المعاملة والحرمان من الحقوق الأساسية في الأسر، في انتهاك واضح للقوانين الدولية التي تضمن حماية الصحفيين.
وبيّن أن ما يتعرض له الصحفيون يمثل خرقاً خطيراً لاتفاقيات جنيف، وانتهاكاً للمادة 9 من العهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية، وجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، الأمر الذي يستوجب تحركًا دوليًا فوريًا ومحاسبة الجناة.
ودعا مركز حماية الصحفيين الفلسطينيين الأمم المتحدة والاتحاد الدولي للصحفيين ولجان تقصّي الحقائق الدولية إلى تحرك عاجل لكشف مصير الصحفيين الثلاثة المختفين قسرياً، والمطالبة بالإفراج الفوري عن بقية الصحفيين المعتقلين، وضمان حمايتهم من الانتهاكات المستمرة في سجون الاحتلال.
اعتُقل الصحفيان نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 خلال الساعات الأولى من اندلاع الحرب على غزة، وذلك أثناء تغطيتهما الميدانية للأحداث قرب معبر بيت حانون/إيرز.
ومنذ لحظة اعتقالهما، رفضت سلطات الاحتلال الكشف عن مكان احتجازهما أو أي تفاصيل تتعلق بظروفهما، في إطار ما يُعدّ حالة اختفاء قسري مستمرة حتى اليوم.
ورغم الإعلان لاحقًا عن صفقة تبادل بين حركة حماس والاحتلال، ظلّ الصحفيان خارج قوائم الإفراج، ولم تُقدّم أي جهة إسرائيلية توضيحًا لسبب تغييب المعلومات عنهما، كما لم تسمح سلطات الاحتلال لعائلاتهما أو لمحامين بالوصول إليهما، أو الحصول على أي تأكيد رسمي حول وضعهما القانوني أو الصحي.
آخر من تواصل مع الصحفي نضال الوحيدي كان زميله المصوّر عبد الحكيم أبو رياش، الذي أفاد بأنه شاهده صباح يوم الاعتقال أثناء العمل الميداني، ومن ثم انقطع الاتصال معه نهائيًا.
كما تشير إفادات متعددة إلى وجود قصف مكثف في المنطقة التي كان يغطي فيها الوحيدي، دون إمكانية تأكيد ما جرى له لاحقًا.
بالنسبة إلى هيثم عبد الواحد، أفادت عائلته بأنها بدأت البحث عنه فور انقطاع الاتصال به، من خلال التواصل مع المستشفيات والطوارئ، وكذلك مع مؤسسات حقوقية ومحامين، ورغم ذلك، لم تحصل العائلة على أي معلومة رسمية حول وضعه، وبقي تصنيفه لدى الاحتلال ضمن 'المفقودين' دون توضيحات.
وفق شهادة الصحفي الأسير المحرر شادي أبو سيدو، الذي اعتُقل من مجمع الشفاء الطبي في مارس 2024 وبقي في الأسر نحو 20 شهرًا، فقد سأل مرارًا عن نضال الوحيدي وهيثم عبد الواحد داخل السجون.
وأفاد أن أحد المعتقلين القادمين من مركز تحقيق عسقلان أكد سماع اسم نضال الوحيدي في التحقيق، دون رؤيته مباشرة أو معرفة تفاصيل وضعه. هذه الشهادة تبقى غير حاسمة لكنها تشير إلى احتمال وجودهما في مراكز تحقيق إسرائيلية خلال فترة من الفترات.
وتشير العائلة إلى أنه كان من المقرر عقد جلسة محكمة عسكرية في نوفمبر 2023 للكشف عن مصيرهما، لكن الاحتلال رفض النظر في الملف، ثم رفض الاستئناف لاحقًا، وهو ما أبقى مصيرهما مجهولًا دون أي مسار قانوني واضح.
مع مرور أكثر من عامين على اعتقالهما، ومع خروج دفعات من الأسرى خلال وقف إطلاق النار، لا يزال الوحيدي وعبد الواحد خارج كل القوائم، ولا تزال عائلتاهما دون أي معلومة رسمية أو إنسانية حول مكان وجودهما أو وضعهما الصحي.

























































