شهد ريف جبلة بمحافظة اللاذقية موسماً استثنائياً لإنتاج الكرز هذا العام، حيث تميز المحصول بجودة عالية وكميات وفيرة، مدفوعة باعتدال الطقس خلال فترة الإزهار وانخفاض معدلات الإصابة بالآفات مقارنةً بالسنوات السابقة.

ورغم هذه الظروف الإيجابية، فإن المزارعين يواجهون أزمة تسويقية حادة وارتفاعاً في تكاليف الإنتاج، مما أجبر الكثيرين على بيع جزء كبير من محاصيلهم لتأمين احتياجاتهم المعيشية.

تحديات التسويق وتأثير الوسطاء

ويرى الخبراء الزراعيون حسب صحيفة الحرية المحلية أن هذا الموسم هو الأفضل منذ خمس سنوات، حيث ساهم المناخ المعتدل وغياب الصقيع في تحسين نوعية الثمار، وفق ما أكده المهندس الزراعي نضال خضور.

إلا أن المهندسة الزراعية رنا يونس حذرت من أن ضعف التسويق يمثل التحدي الأكبر، في ظل غياب مراكز تصدير منظمة وانخفاض القدرة الاستيعابية للسوق المحلي، مما يدفع المزارعين إلى بيع المحصول بأسعار متدنية لا تغطي تكاليف الإنتاج.

بينما يطالب الفلاحون الجهات المختصة بالتدخل للحد من تحكم الوسطاء في الأسعار وضمان تسعير عادل، خصوصاً مع استمرار ارتفاع أسعار الأسمدة، الوقود، والنقل، مما يشكل عبئاً إضافياً على المزارعين.

كرز جبلة بين الأهمية الاستراتيجية والتطلعات المستقبلية

ويبقى الكرز من المحاصيل الزراعية ذات الأهمية الاستراتيجية في ريف جبلة، ليس فقط كمصدر دخل للمزارعين، ولكن أيضاً كجزء من التراث الزراعي للمنطقة.

وفي ظل هذه التحديات، يأمل الأهالي في دعم حكومي يحفظ استدامة هذا القطاع من خلال مشاريع تسويقية وتصديرية، أو تقديم منح زراعية تساعد في تخفيف الأعباء عنهم، لضمان استمرار هذا المنتج في الأسواق المحلية والدولية.

يشار إلى أن أسعار الكرز كانت منخفضة هذا العام مقارنة بالعام الماضي حيث لم يتجاوز سعر الكيلو في سوق الهال باللاذقية الـ 5آلاف ليرة سورية، بينما سجل في سوق هال دمشق نحو 7 آلاف ليرة سورية في بداية موسمه.