دخل لبنان مُجددًا دائرة النار، وإن بصورة محدودة حتى الآن، فالغارات الاسرائيلية التي طالت منطقة الشعرة الحدودية وطيرحرفا في الجنوب أمس، تعكس توجهًا لإبقاء الضغط العسكري قائمًا على 'حزب الله' الذي يفتش على سبل لإعادة التسليح، كما أن تحليق الطيران الحربي والمسيّر في الأجواء اللبنانية يُبقي المجال مفتوحًا على مصراعيه أمام توجيه ضربات إضافية في أي وقت.

وفي ظل مشهد مزدوج يعكس الفارق الفادح بين بلد غارق في همومه الادارية والمحلية، وآخر يرسم خرائط النفوذ بالنار والرسائل الميدانية، يخشى المراقبون من عمليات استهداف في حال توجّه الناخبون إلى قراهم الحدودية يوم 25 أيار في الجنوب والنبطية، اللتان ستكونان آخر المحافظات التي ستقترع للانتخابات البلدية والاختيارية، مع إصرار على إجرائها في مواعيدها المحدّدة من دون تأجيل.، وأيضاً من الخطر الذي يهدّد عناصر الحزب العسكرية وملاحقتها بالمسيرات، وقد يتفاقم الأمر مع إدراج أسمائها في قوائم الشطب.

رغم ذلك، تشير مصادر معنية في لجنة الداخلية والبلديات النيابية لموقع kataeb.org، الى أن هناك إصرارًا لإتمام الانتخابات البلدية في موعدها المحدد، فالتحضيرات اللوجيستية جاهزة، كما يجري العمل على إتباع آلية واضحة لأهالي الجنوب، بالتالي سوف تقوم الحكومة بكل الواجبات ليصل أبناء هذه القرى الى حقهم في الانتخابات دون تعريض سلامتهم للخطر.

ومن جهة أُخرى، فإن عدم تجاوب الحزب للبنان الرسمي بشأن العودة إلى كنف الشرعية، قد تأتي نتائج الانتخابات البلدية كردة فعل سلبية تجاهه، خاصةً أن لدى البيئة الشيعية قناعة تامة أن الحزب يقف حجر عثرة أمام قيام دولة يتعطشون إليها، نتيجة رفضه تسليم سلاحه للجيش اللبناني بشكلٍ جدّي، بالتالي وحده الحزب يتحمل اليوم النتائج في حال سقوط وقف إطلاق النار الذي وقع عليه، بقرارٍ أتى من إيران.

The official website of the Kataeb Party leader