في تطور لافت ضمن مسار مفاوضات وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، سلّمت إسرائيل، اليوم الخميس، خرائط انسحاب جديدة من قطاع غزة إلى الوسطاء الدوليين، تتضمن انسحابًا واسعًا من محور 'موراغ' جنوب القطاع، في خطوة اعتبرتها مصادر إسرائيلية 'تقدُّمًا ملموسًا' في المحادثات الجارية في العاصمة القطرية، الدوحة.

ووفق ما أوردته هيئة البث الإسرائيلية العامة 'كان 11″، فإن تسليم الخرائط جاء بعد ضغوط متزايدة من الوسطاء – القطريين والمصريين والأميركيين – لمعالجة إحدى نقاط الخلاف المركزية التي أعاقت التفاهمات خلال الفترة الماضية.

ونقلت القناة عن مصادر مطّلعة قولها إن 'الديناميكيات إيجابية'، رغم تأكيدها على ضرورة 'تقريب وجهات النظر' بين الجانبين. فيما صرّح مسؤول إسرائيلي للقناة 12 أن 'رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أعطى الضوء الأخضر للتقدُّم في عدة ملفات'، معتبرًا أن المفاوضات وصلت إلى لحظة حاسمة تتطلب قرارات جريئة، لكنها 'ليست مسألة أيام قليلة، بل أسابيع محتملة'.

وفي مؤشر على حجم الانقسام داخل الحكومة الإسرائيلية، هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير الصفقة بشدة، واعتبرها 'صفقة استسلام لحماس'، داعيًا نتنياهو إلى 'وقف المفاوضات فورًا، والعودة لخيار الاحتلال الكامل لغزة وتشجيع التهجير والاستيطان'، واصفًا الانسحاب من محور موراغ بـ'البصق في وجوه الجنود الذين قاتلوا هناك'.

في المقابل، قال رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير، إن الجيش 'أكمل أهداف عملية عربات جدعون'، مؤكدًا أن إسرائيل 'تسيطر فعليًا على 75% من قطاع غزة'، وأن الجيش يستعد لمفترق طرق حاسم خلال الأيام المقبلة. وأضاف: 'إذا تم التوصّل إلى اتفاق، فسنوقف القتال وننفذ ما يقرره المستوى السياسي، وإذا فشلت المفاوضات، فإننا مستعدون لتوسيع العمليات بشكل غير مسبوق'.

وفي ظلّ هذا الحراك، أكدت القناة 12 الإسرائيلية أن هناك أوامر ببقاء الوفد الإسرائيلي في الدوحة حتى توقيع الاتفاق، وسط تقديرات رسمية تشير إلى أن 'فرصة التوصل للصفقة أعلى من احتمالات فشلها'، رغم صعوبة المفاوضات وتعقيداتها.

في السياق ذاته، يحاول بن غفير حشد معارضة داخل الحكومة للصفقة، وقد أجرى اتصالات مع عدد من وزراء الليكود لإفشال الاتفاق، وسط تقديرات بأن نحو عشرة وزراء قد يصوّتون ضدها. وأشارت مصادر إلى احتمال استقالة بن غفير من الحكومة في حال تمرير الصفقة.

اقرأ/ي أيضاً: اليوم.. اجتماع لقادة حماس لمناقشة تطورات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار بغزة