اخبار لبنان
موقع كل يوم -هنا لبنان
نشر بتاريخ: ١٨ حزيران ٢٠٢٥
بينما تغلي المنطقة عسكرياً، ها هي بيروت تترقب وصول المبعوث الرئاسي الأميركي إلى سوريا والسفير في تركيا توماس باراك في أول مقاربة له للملف اللبناني.
وقد أكدت مصادر مطلعة لموقع 'هنا لبنان' أنّ زيارة باراك باتت مؤكدةً، وتحديدًا بين يومي الخميس والجمعة.
وقد حُددت له مواعيد اللقاءات مع المسؤولين اللبنانيين، لكن من غير المؤكد ما إذا كان المستشار الأميركي مسعد بولس سيرافقه في هذه الزيارة.
وأشارت المعلومات إلى أنّ باراك سيبحث مع من يلتقيهم، لا سيما رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، آخر التطورات والمستجدات الحاصلة في المنطقة، وأبرزها التصعيد بين إسرائيل وإيران وتداعياته على لبنان.
إضافة إلى ذلك، ستتضمّن مباحثاته ملف الحدود اللبنانية – السورية البرية والبحرية ومسألة الترسيم، كما سيتطرّق إلى تنفيذ القرار 1701 واتفاق وقف إطلاق النار والتجديد لليونيفيل.
ورجحت أوساط معنية لـ'النهار' أن تتّسم مهمة باراك في بيروت، بأهمية عالية نظراً لسببين: الأول اتّضاح الرؤية الأميركية حيال لبنان وما إذا كان تولي المبعوث الأميركي ملفي سوريا ولبنان فيما هو سفير بلاده في تركيا، يعكس تصوراً أميركياً لترابط ما بين الساحات، وكيف سيترجم هذا الترابط.
والثاني، أن الموفد الأميركي سيبلغ إلى بيروت بوضوح تام موقف إدارته من المسار اللبناني في مسائل نزع سلاح 'حزب الله' واتفاق وقف النار مع إسرائيل والاتجاهات التي تنوي الإدارة الأميركية التزام تنفيذها بعد الحرب الإسرائيلية- الإيرانية لدعم لبنان في ملف السلاح والإعمار.
في المقابل، ووسط تصاعد نفير الحرب الإيرانية – الإسرائيلية، تقول أوساط سياسية مواكِبة للحرب لـ'الجمهورية'، إنّ لبنان نجح حتى الآن في حماية نفسه وتفادي العاصفة التي تهبّ على المنطقة، بعدما كان قد اعتاد على أن يكون في عينها وأن يدفع أثمانها، كما تدل التجارب السابقة.
وأملت هذه الأوساط في أن يتمكن لبنان من الاستمرار في تحييد نفسه وتمرير هذه المرحلة بسلام، لافتةً إلى أنّ المخاطر اللاحقة قد تكون أكبر، خصوصاً إذا توسعت الحرب وانخرطت الولايات المتحدة فيها.
إلى ذلك، عبّرت مصادر سياسية عبر 'الجمهورية'، عن ارتياحها إلى المسار الذي يسلكه الوضع اللبناني في خضم المواجهة الكبرى الواقعة بين إيران وإسرائيل. فللمرّة الأولى، يبدو لبنان محيّداً فعلاً عن المغامرات، بحيث إنه لن يتأثر بسلبيات هذه المواجهة، ولو استمرت لفترة طويلة، كما يتوقع البعض.
وعلى العكس من ذلك، تتوقع المصادر أن تكون أمام لبنان فرصة واسعة لاحتمال أن يحصد نتائج إيجابية، سياسياً واقتصادياً وأمنياً، بعد انتهاء الحرب الدائرة، إذا كانت فعلاً ستنجح في إرساء معادلات سلمية دائمة في الشرق الأوسط.
وكان قد تتبع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون أمس التطورات الراهنة في ضوء استمرار الحرب الإسرائيلية- الإيرانية، واطلع على تقارير حول مسارها والاتصالات الإقليمّية والدولية الجارية لوقفها، وذلك في ضوء اتصالات تلقّاها من قادة بعض الدول حول الجهود المبذولة في هذا الصدد. في الوقت الذي ظل على تواصل مع القيادات الأمنية لمتابعة الوضع ميدانياً، وفق ما اتُفق عليه خلال الاجتماع الأمني الأخير في بعبدا.
كما تابع رئيس الجمهورية تنفيذ الإجراءات المتعلقة بتأمين عودة اللبنانيين الى بيروت الذين حالت هذه الأحداث دون عودتهم على إثر إلغاء عدد من شركات الطيران رحلاتها إلى مطار رفيق الحريري الدولي، أو إقفال المجالات الجوية لعدد من الدول المجاورة.
وفي موازاة ذلك، استمرّ تحليق الطيران المسيّر وعلى علو منخفص في أجواء الضاحية الجنوبية لبيروت. هذا وسمع أمس دوي انفجارات في البقاع تبين أنها ناتجة عن صواريخ اعتراضيّة في أجواء المنطقة. هذا وأطلقت، طائرة مسيّرة تابعة للجيش الإسرائيلي مناشير تحذيريّة فوق ميناءي صور والناقورة، وجّهت فيها تحذيرات مباشرة إلى صيادي الأسماك بعدم الاقتراب من الحدود البحرية، تحت طائلة التعرض للاستهداف.