بينما تنحسر الموجة المعتدلة التي سادت خلال الأيام الماضية عن الحوض الشرقي للبحر الأبيض المتوسط وتركيا، يعود الطقس الحار ليضرب بقوة مع حلول الأسبوع الثاني من تموز، حاملاً معه أجواء خانقة وموجات لاهبة، نتيجة التأثيرات المباشرة للمنخفض الموسمي الهندي الذي يستعيد نشاطه فوق الخليج العربي والربع الخالي، وفق ما يؤكّده المتخصص في الأحوال الجوية الأب إيلي خنيصر في حديث إلى 'ليبانون ديبايت'.

ويشرح خنيصر أنّ الضغوط الجوية المنخفضة المرافقة لهذا المنخفض ستلامس حدود 994 hPa فوق منطقة الخليج، ما يعني توليد كتل هوائية شديدة الحرارة ستمتد تدريجياً نحو الأردن وسوريا وسيناء وشمال مصر، مروراً باليونان وتركيا وقبرص، على أن تطال تأثيراتها أيضاً لبنان، الذي سيشهد بدوره تصاعداً ملحوظاً في درجات الحرارة، لا سيما في المناطق الداخلية والجبلية والجنوبية.

الحرارة ترتفع… والرطوبة خانقة

بحسب خنيصر، فإنّ الموجة الحارة المتوقعة بين 9 و13 تموز ستطال بشكل خاص البقاع الشمالي والشرقي والغربي، بالإضافة إلى الجنوب اللبناني، حيث يُتوقّع أن تسجّل درجات الحرارة ما بين 36 و38 درجة مئوية، فيما تصل على الجبال الغربية إلى حدود 30 – 31 درجة، مع رطوبة مرتفعة تُقدّر بحوالى 65%.

أما على الساحل، فالوضع لا يقلّ قساوة، إذ ستتراوح درجات الحرارة بين 31 و33 درجة مئوية خلال الفترة الممتدة من يوم غد الأربعاء وحتى السبت، مع رطوبة عالية جداً تلامس 90%، ما سيؤدي إلى أجواء خانقة ترفع من الإحساس بالحر، وتؤثر سلباً على النشاطات اليومية والحياة العامة، خصوصاً في المناطق الحضرية والمكتظة.

موجة حارة… ضمن المعدلات؟

وعلى الرغم من حدّة الأجواء المتوقعة، يلفت خنيصر إلى أنّ لبنان ما زال، حتى اللحظة، ضمن المعدلات المناخية الطبيعية لشهر تموز، مشيراً إلى أنّ هذا النوع من الموجات الحارة ليس مفاجئاً، بل يتكرّر بشكل دوري خلال هذا الشهر المعروف بمناخه القاسي في منطقة الشرق الأوسط