يتبدّل المشهد في الشّرق الأوسط بشكلٍ كبير، ولبنان ليس بمنأى عن التّغيّرات الحاصلة. وتترقّب المنطقة، في هذا السّياق، التّوصّل الى اتّفاق أمنيّ بين سوريا وإسرائيل، لضبط الحدود الجنوبيّة، في ظلّ مفاوضات مباشرة بين البلدين، برعاية أميركيّة. فما انعكاسات هذا الاتّفاق على لبنان؟

يوضح الخبير الإستراتيجيّ رياض قهوجي أنّ انعكاس الاتّفاقيّات الأمنيّة على لبنان يكون من خلال تهدئة الأمور في السّويداء، وهو أمر إيجابيّ، لأنّ المكوّن الدّرزيّ في لبنان يتأثّر بهذا الموضوع.ويُشير، في حديث لموقع mtv، إلى أنّ تأثير هذه الاتّفاقيّات على لبنان يزداد، إذا تضمّنت في فترةٍ لاحقة ترسيم الحدود بين سوريا وإسرائيل، لأنّه سيتضمّن ترسيم الحدود بين سوريا ولبنان، لأنّ مصير مزارع شبعا سيُحسَم، فلا يمكن حلّ مشكلة الحدود من دون إيجاد حلّ لمزارع شبعا.ويؤكّد قهوجي انّ الهدوء في أي منطقة حدوديّة ينعكس إيجاباً على لبنان، لكن، من الواجب التّنسيق مع سوريا، لأنّ الولايات المتحدة ستعمل على حسم موضوع الحدود اللّبنانيّة - الإسرائيليّة في وقت لاحق، من أجل إنهاء هذا الأمر.ويلفت قهوجي، إلى أنّ هناك اتّفاقيّات أمنيّة بين لبنان وإسرائيل، مثل اتّفاق ترسيم الحدود البحريّة، والخطّ الأزرق، واتّفاق وقف إطلاق النّار، مشيراً إلى أنّ هذه الاتّفاقيّات أمنيّة، لكنّها، حتّى الآن تحصل بطريقة غير مباشرة، أي أنّ المفاوضات تكون بطريقة غير مباشرة، عكس سوريا حيث الاجتماعات مباشرة وبرعاية أميركيّة.ويُضيف: من الممكن أن يصل لبنان الى هذه المرحلة تحديداً بعد انتهاء ولاية اليونيفيل في الجنوب، عندها سيكون هناك اتّفاق أمنيّ لبنانيّ - إسرائيليّ لا محالة.ماذا عن الحدود بين لبنان وسوريا؟ يُشدّد قهوجي على ضرورة أن تسعى الحكومتان اللّبنانيّة والسّوريّة إلى تسهيل الأمور في موضوع ترسيم الحدود، لا سيّما أنّ هناك ضغوطاً دوليّة وعربيّة لإنهاء ملفّ ترسيم الحدود.

ويختم قهوجي، لافتاً إلى أنّ ترسيم الحدود يزيد الاستقرار في البلد ويفتح المجال أمام اتفاقيّات اقتصاديّة، كما أنّه يؤدّي إلى إنهاء ترسيم الحدود البحريّة الذي يحدّد المناطق الاقتصاديّة، ما يشجّع الشّركات الدّوليّة على بدء عمليّات التّنقيب عن النّفط والغاز في البلدين.