تصاعدت الانتقادات داخل الأوساط الإسرائيلية ضد رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية، في ظل استمرار الحرب على قطاع غزة، التي كلفت الجيش الإسرائيلي مئات القتلى والجرحى، وسط اتهامات له بتغليب مصلحته السياسية على أمن الجنود ومستقبل البلاد.

فقد اتهم محللون وضباط سابقون في الجيش نتنياهو بالتلاعب بملف التجنيد عبر تسهيل تهرب الحريديم (اليهود المتشددين) من الخدمة العسكرية، بينما يُدفع بالجنود إلى جبهات قاسية في غزة. وأشاروا إلى أن رئيس الوزراء يسعى لإرضاء الحلفاء الدينيين في الائتلاف الحكومي، ما يعمّق الانقسام المجتمعي.

وانتقد القائد السابق لسلاح البر اللواء غاي تسور أداء الحكومة قائلاً: 'ما يجري الآن هو مسرحية لإبقاء نتنياهو في الحكم. لقد تخلى عن الأسرى ورفض إبرام صفقة تبادل رغم معاناة الجنود في الميدان'. وأضاف أن الضغط العسكري لم يحقق أي تقدم، بل زاد عدد مقاتلي حماس من 30 ألفًا إلى 40 ألفًا منذ بدء الحرب، فيما دُمر فقط ربع أنفاق غزة.

كما حذر خبير القانون الجنائي عوفر بارتل من أن استراتيجية الحكومة في الضغط العسكري لم تؤتِ ثمارها، موضحًا أن 'حماس لم تتزحزح عن موقفها منذ اليوم الأول، فما الذي نفعله هناك؟'.

مراسل الشؤون العسكرية في القناة 14، هيلل روزين، كشف أن الجيش خسر العشرات من جنوده خلال ليلة 'قاسية جدًا' في جباليا شمال غزة، بعد أيام من خسائر أخرى في بيت حانون، في حين وصف عقيد الاحتياط حيزي نحما ما يجري بأنه 'انجرار من كمين إلى آخر'، مضيفًا: 'نحن نقترب من 900 قتيل في حرب على أضعف أعدائنا'.

المحلل السياسي في القناة 12، يائيل شركي، أشار إلى أن العملية العسكرية 'عربات جدعون' اقتربت من استنفاد أهدافها، فيما أوصى قادة الأجهزة الأمنية بالتوجه نحو صفقة تبادل شاملة، بدلًا من الاستنزاف العسكري. واعتبر مراسل الشؤون العسكرية نير دفوري أن ما تبقى من العملية هو الشق السياسي فقط.

وفي مشهد أخر، نقل مراسل صحيفة 'هآرتس' جوش براينر أن نتنياهو كان يجلس في الكنيست يدوّن تعديلًا يسمح للحريديم بالتهرب الجماعي من الخدمة، في اللحظة التي أُعلنت فيها أسماء ثلاثة جنود قتلوا في غزة. وعلق براينر: 'هذا أمر لا يصدق'.

من جانبه، اتهم المحلل العسكري في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، رون بن يشاي، حكومة نتنياهو بـ'العمل عن وعي ضد المصالح الأمنية والاجتماعية والوجودية لدولة إسرائيل'، داعيًا إلى 'التخلص منها سريعًا'.