الجماهير|| أسماء خيرو..

احتفاءً بالتقاليد الموسيقية الغنية لمنطقة المشرق، افتتح فريق 'مشروع باي ديفولت' بالتعاون مع 'مؤسسة العمل للأمل' معرض 'على خطى الموسيقى' في المتحف الوطني بحلب، بدعم من 'صندوق حماية الثقافة' التابع للمجلس الثقافي البريطاني، وبرعاية مديرية الآثار والمتاحف.

ويستمر المعرض حتى الرابع من كانون الأول/ديسمبر، ويسلط الضوء على التراث الموسيقي غير المادي لأحد عشر مجتمعاً محلياً في سوريا ولبنان والعراق والأردن، من خلال عرض مجموعة فريدة من الآلات الموسيقية التقليدية والمواد الأولية لصناعتها، إلى جانب معلومات توثق تاريخ الموسيقى الفني لتلك المجتمعات.

وتميز المعرض بتقديمه رحلة بصرية وسمعية تفاعلية للزوار، تروي حكايات التراث الموسيقي وتكشف عن دوراته الحياتية وارتباطه الوثيق بالهوية والذاكرة الجمعية، كما أتاح للزوار تجربة العزف على بعض الآلات بأنفسهم.

وأكد منير القسقاس، مدير الآثار والمتاحف في حلب، أن استضافة المعرض تأتي ضمن الفعاليات المهمة المرتبطة بالتراث، مشيراً إلى أن المعرض يجمع أدوات موسيقية تمثل شواهد حية على تاريخ من الإبداع الفني. وأضاف: 'نأمل أن يكون المعرض نافذة يطل منها الزائر على روح الزمان والمكان وعبقرية الإنسان في تطوير الصوت إلى فن والتراث إلى رسالة.'

من جهته، أوضح يمان ناجح من فريق 'مشروع باي ديفولت' أن الهدف من المعرض هو التعريف بالمدن الأساسية التي تزخر بالموسيقى الشعبية في بلاد الشام وبلاد ما بين النهرين، وتوثيق النغمات والإرث الإنساني الذي تحمله الموسيقى والآلات التقليدية في هذه المجتمعات.

بدوره، أكد إحسان المعاني، مسؤول البرامج في 'مؤسسة العمل للأمل'، أن المعرض يقدم 'إغاثة ثقافية' للجماعات المهمشة واللاجئة والنازحة، مشيراً إلى أن المشروع نتج عن مرحلة عمل وبحث في مناطق الرقة والقامشلي والسلمية. وأضاف أن اختيار متحف حلب الوطني جاء لأهمية المكان ودورها كمنارة ثقافية، ولإعادة إحياء المساحات العامة.

وتخلل حفل الافتتاح فقرة غنائية قدمتها فرقة موسيقية، قدّمت باقة من الأغاني من التراثين الكردي والعربي، مما أضفى أجواءً من التفاعل والاحتفاء بالتنوع الموسيقي في المنطقة. وأشاد الزوار بالمعرض، معتبرينه فرصة فريدة للتعرف على جانب أصيل من ثقافة المنطقة وتاريخها الإنساني.