اخبار لبنان
موقع كل يوم -النشرة
نشر بتاريخ: ٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
دعا رئيس جمعيّة 'عدل ورحمة' الأب نجيب بعقليني، في بيان بمناسبة اليوم العالمي للاعنف، إلى 'الالتزام بثقافة اللاعنف في كل مجالات الحياة: في الأسرة، في المدرسة، في العمل، وفي السياسات العامة. فبناء عالم أكثر سلامًا لا يتم إلا من خلال التربية على القيم الإنسانية، وعلى الإيمان بأن اللاعنف ليس خيارًا مؤقتًا، بل مسار مستدام يُنقذ المجتمعات من دوّامة العنف ويفتح الأفق أمام أجيال الغد'.
وسأل بعقليني: 'هل يمكن للإنسان أن يطالب بحقوقه وينالها دون اللجوء إلى العنف؟ هل يُفرض عليه أن يستسلم للظلم، أم يجد نفسه مضطرًا لاختيار العنف كوسيلة للمواجهة؟ بين الخضوع والانفجار، يعيش كثيرون حالة من الحيرة والتشتت، في مجتمعات أنهكها التهميش والحرمان'.
وسأل: 'هل اللاعنف، كخيار واعٍ، قادر على إحداث التغيير الحقيقي؟ وهل يُمكن أن يُثمر نضالاً عادلاً يُحقق كرامة الإنسان وحقوقه؟ أسئلة نطرحها بإلحاح، أمام مشهد دولي وإقليمي يزداد قتامة، حيث تتكاثر الحروب، ويُقابل الصوت السلمي بالتجاهل أو القمع'.
وأوضح الأب بعقليني، أنّ 'فلسفة اللاعنف ليست ضعفًا أو حيادًا، بل هي تعبير عميق عن قوّة داخلية، وعن إيمان ثابت بقيم السلام والعدالة وكرامة الإنسان. اللاعنف يقوم على السلام الداخلي، والقدرة على كبح جماح الغضب، ومواجهة الشرّ بالمحبة والثبات، والانتصار على النفس قبل الانتصار على الآخر. هو سلاح لا يُحمل بالأيدي، بل تحمله الإرادة، ويستلزم الشجاعة والنُبل والالتزام الأخلاقي والروحي'.
وأضاف الأب بعقليني: 'اللاعنف، اليوم، هو أكثر من مجرد دعوة. إنه نهج حياة ومسار عمل يسعى إلى ترسيخ الديمقراطية، وتعزيز قيم الاحترام المتبادل، والتسامح، والتفاهم، والتضامن، داخل المجتمعات وفي ما بينها. وهو أيضًا دعوة حقيقية إلى الحوار البنّاء، وإلى البحث عن حلول مشتركة ومستدامة، بعيدًا عن العنف والإقصاء'.
وشدد على أننا في 'جمعيّة عدل ورحمة'، نؤمن بأن اللاعنف هو المدخل الأساسي إلى سلام عادل وشامل، وإلى تنمية تحترم التنوع الإنساني، وتعزّز المشاركة والمواطنة الفاعلة. فلا سلام بدون عدالة، ولا عدالة بدون احترام الإنسان في كرامته وحقوقه'.