غزة – شهاب

أكد الكاتب والمحلل السياسي، ماجد الزبدة، أن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يسعى إلى تحقيق أكبر قدر ممكن من التدمير والتطهير العرقي في قطاع غزة، في إطار مخطط للاستيلاء على الأرض، بالرغم من وجود ضغوط داخلية وخارجية تدفع باتجاه التوصل إلى صفقة تبادل جزئية ووقف مؤقت لإطلاق النار.

وأوضح الزبدة في تصريح لوكالة شهاب للأنباء، أن هناك مؤشرات فعلية على استعداد نتنياهو للمضي نحو اتفاق تهدئة مدته 60 يوماً، دون الالتزام بوقف شامل للحرب، في محاولة لالتقاط الأنفاس وتخفيف الأزمات المتصاعدة داخل الكيان، بما في ذلك أزمة تجنيد 'الحريديم'، وحالة الاستنزاف التي يعيشها جيش الاحتلال نتيجة تصاعد عمليات المقاومة، إلى جانب اقتراب دخول الكنيست في عطلته الصيفية نهاية الشهر الجاري.

وأضاف أن 'نتنياهو عرض خلال المفاوضات الحالية خرائط انسحاب وسقوفاً تفاوضية تهدف بالأساس إلى الضغط والحصول على أكبر قدر من التنازلات، لكنه قد يتراجع عنها مقابل مرونة من وفد المقاومة، لا سيما في ملفات حساسة مثل تبادل الأسرى أو جثامين الشهداء'.

وشدد الزبدة على أن المقاومة الفلسطينية تدرك أن الاحتلال لا يفي بأي اتفاقات طويلة المدى، لذلك فهي تطالب بضمانات دولية تضمن التزام الاحتلال في حال إبرام تهدئة مؤقتة. 

وقال 'المقاومة لا تعول فقط على المجتمع الدولي، بل تواصل اعتمادها على قدراتها الميدانية في فرض معادلة الاستنزاف على جيش الاحتلال'، أضاف الزبدة.

وفيما يتعلق بالإعلان عن اتفاق بين الاحتلال والاتحاد الأوروبي بشأن إدخال مساعدات إنسانية لغزة، قال الزبدة إن هذا الملف يعد محورياً في مفاوضات التهدئة، مؤكداً أن 'المقاومة لن تتنازل عن مطلب فك التجويع عن أهالي القطاع'، مضيفاً أن حكومة الاحتلال سعت لتجاوز تقديم أي تنازل مباشر عبر اتفاق مع الاتحاد الأوروبي، لتحصيل مكاسب سياسية وتخفيف الضغط الدولي المتزايد.

وأشار إلى أن هذا الاتفاق يمثل 'ضرباً لعصفورين بحجر واحد'، حيث يسبق تنازلات إسرائيلية محتملة أمام المقاومة، ولكنه موجّه ظاهرياً باسم الاتحاد الأوروبي لتفادي تحميل حكومة الاحتلال مسؤولية الانصياع للضغوط.

واختتم الزبدة بالقول إن 'الاتفاق مع الأوروبيين لا يخلو من ثمن سياسي غير معلن، خاصة في ظل تصاعد الأصوات داخل الاتحاد الأوروبي المنددة بممارسات الاحتلال من تجويع وإبادة جماعية، والتهديد باتخاذ إجراءات وعقوبات ضده'.