تشهد أسواق محافظة حماة تراجعاً حاداً في أسعار الفروج، ما أثار قلقاً واسعاً في أوساط مربي الدواجن الذين باتوا يواجهون خسائر متراكمة تهدد استمرارية هذا القطاع الحيوي. وبينما رحّب المستهلكون بانخفاض الأسعار، حذّر المربّون من تداعيات اقتصادية وصحية خطيرة ناجمة عن استمرار استيراد الفروج المجمد.

أسعار منخفضة ترضي المستهلك وتُفلس المنتج

انخفض سعر كيلو الفروج في أسواق حماة إلى نحو 14 ألف ليرة سورية، ليصبح في متناول شريحة واسعة من العائلات.

إلا أن هذا الانخفاض، الذي لقي ترحيباً شعبياً، جاء على حساب المنتجين الذين أكدوا أن الأسعار الحالية لا تغطي تكاليف الإنتاج، خاصة في ظل ارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وغياب الدعم الحكومي.

الفروج المجمد المستورد في مرمى الاتهام

يرى مربّو الدواجن أن الفروج المجمد المستورد هو السبب الرئيسي في تراجع الأسعار، مطالبين بوقف استيراده فوراً.

وأوضح الطبيب البيطري عبد العزيز شومل، النقيب السابق لأطباء البيطرة في حماة، أن المنتجين – خصوصاً صغار المربين – لم يحققوا أي أرباح تُذكر منذ سنوات، باستثناء فترة عيد الأضحى.

وأشار شومل إلى أن سعر كيلو الفروج الحي تراجع إلى نحو 13,500 ليرة، ما يعني خسارة تُقدّر بنحو 3,000 ليرة لكل كيلوغرام يتم بيعه، وهو ما يهدد بانهيار القطاع بالكامل.

مخاوف صحية وتحذيرات من الغش

وحسب تقرير نشره موقع تلفزيون سوريا لم تقتصر التحذيرات على الجانب الاقتصادي، بل شملت أيضاً مخاطر صحية فقد نبّه شومل إلى أن الفروج المجمد المستورد غالباً ما يُصنّع من بقايا لحوم مجهولة المصدر، ويُعاد تغليفه دون رقابة صحية كافية، مشيراً إلى تسجيل حالات تسمم نتيجة استهلاكه.

كما حذّر من قيام بعض المسالخ بخلط الفروج المستورد مع المحلي عند بيعه مفروماً، في محاولة لتحقيق أرباح إضافية، وهو ما يشكل تهديداً مباشراً لصحة المستهلكين.

دعوات لتدخل حكومي عاجل

طالب شومل وزارتي الاقتصاد والزراعة بالتدخل العاجل لإصدار قرارات توقف نزيف الخسائر، مشدداً على أن المربين لا يطالبون بدعم مالي مباشر، بل فقط بوقف استيراد الفروج المجمد الذي يضر بالإنتاج المحلي.

وأكد أن قطاع الدواجن يشغّل أكثر من 20% من اليد العاملة في سوريا، ويضم استثمارات ضخمة في التربية والمسالخ ومصانع الأعلاف والأدوية، ما يجعله أحد أعمدة الأمن الغذائي الوطني.

مطالب مماثلة في درعا

وكان مربّو الدواجن في محافظة درعا قد أطلقوا في وقت سابق مطالب مماثلة بوقف استيراد الفروج المجمد، مؤكدين أن استمرار تدفقه إلى الأسواق يهدد الإنتاج الوطني ويقوّض جهود التعافي الاقتصادي في هذا القطاع.