في تطوّرٍ مفاجئٍ قد يُعيد رسم ملامح الصراع في اليمن والمنطقة، أعلنت سلطنة عُمان عن نجاح جهودها في التوسّط لاتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي والولايات المتحدة، وسط تصاعد التوتّرات الإقليمية منذ اندلاع حرب غزّة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وقد تزامن الإعلان مع تصريحاتٍ للرئيس الأميركي دونالد ترامب، أكد فيها أنّ الحوثيين وافقوا على التوقّف عن استهداف ممرّات الشحن الحيوية في الشرق الأوسط، في خطوةٍ وصفها ترامب بـ'الاستسلام'.

هذا التحوّل يفتح الباب أمام تساؤلاتٍ عديدةٍ حول مستقبل الدور الحوثي في المُعادلة الإقليمية، ومدى استدامة هذا الاتفاق في ظلّ تهديدات الجماعة الأخيرة ضدّ إسرائيل.

وفي التفاصيل، قالت سلطنة عُمان إنّها توسّطت في اتفاقٍ لوقف إطلاق النار بين الحوثيين في اليمن والولايات المتحدة، مما يمثّل تحوّلًا كبيرًا في سياسة الجماعة منذ بدء حرب إسرائيل على غزة في تشرين الأول 2023.

من جهته، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الثلاثاء، أنّ الولايات المتحدة ستوقف قصف الحوثيين في اليمن بعد أن وافقت الحركة اليمنية على التوقف عن تعطيل ممرّات الشحن المهمّة في الشرق الأوسط.

وذكر الرئيس الأميركي أن الحوثيين 'استسلموا'، موضحًا أن 'الضربات الأميركية على اليمن ستتوقّف'.

وقال ترامب: 'الحوثيون طلبوا منا عدم قصفهم… وأكّدوا أنهم سيوقفون هجماتهم بالبحر'، نقلًا عن 'رويترز'.

وأضاف الرئيس الأميركي: 'الحوثيون أكّدوا أنهم لن يقصفوا السفن الأميركية'.

ولم يكشف ترامب تفاصيل عن الرسالة التي أرسلها الحوثيّون، لكنّه أوضح: 'قالوا: نرجوكم لا تقصفونا بعد الآن، ونحن لن نهاجم سفنكم'.

وعلّق الرئيس الأميركي بأنّ 'واشنطن ستصدّق وعد الحوثيين' بأنهم لن يفجّروا السفن بعد الآن. ولم يدلِ الحوثيون بأي تعليق حتّى الآن.

وجاءت تصريحات ترامب عن الحوثيين،خلال استقباله رئيس الوزراء الكندي الجديد، مارك كارني.

وكان الحوثيون هدّدوا الأحد، بأنهم سيفرضون حصارًا جويًا 'شاملًا' على إسرائيل بتكرار ضرب مطاراتها.

وتفاقم التوتّر منذ سقوط صاروخ أطلقه الحوثيّون بالقرب من مطار بن غوريون الإسرائيلي، الأحد، ما دفع إسرائيل إلى شنّ غارات جوية على ميناء الحديدة اليمني، أمس الاثنين'.