ترجمة خاصة - قدس الإخبارية: كشفت صحيفة 'يديعوت أحرنوت' العبرية، أن جيش الاحتلال يستعد لفتح تحقيقات موسعة في أدائه خلال العملية البرية في قطاع غزة، وذلك بعد انتهاء معظم التحقيقات المتعلقة بإخفاقات السابع من أكتوبر، في خطوة تعكس اعترافًا ضمنيًا بحجم الإخفاقات المتراكمة والفشل في تحقيق الأهداف المعلنة للحرب، وعلى رأسها القضاء على حركة حماس.

وبحسب الصحيفة، فإن هذه التحقيقات جاءت نتيجة تصاعد الانتقادات الداخلية من قبل قادة الألوية والكتائب الذين خاضوا المعارك ميدانيًا، في ظل استمرار الحرب دون تحقيق الحسم، واستبعاد القدرة على القضاء على حركة حماس. 

وتُقدّر مصادر عسكرية لدى الاحتلال أن هذه التحقيقات ستستغرق عامًا كاملًا، وستشمل تقييمات لأساليب القتال، مدى جاهزية القوات، والفشل في إعداد خطة مسبقة لغزو قطاع غزة، خصوصًا في ما يتعلق بالتعامل مع شبكة الأنفاق.

وأشارت الصحيفة إلى أن غياب خطة طوارئ واضحة للاحتلال الكامل للقطاع كان نتيجة 'مفهوم أمني' مغلوط ساد لدى جيش الاحتلال وقيادته السياسية لسنوات سبقت 7 أكتوبر، وهو ما أدى إلى اضطرار القيادة الجنوبية للارتجال والتعامل مع الموقف في غضون أسبوعين فقط، لوضع خطة عملياتية شاملة، بينما تُعد هذه من المهام التي تحتاج عادة إلى شهور من العمل المنظم في المقرات الرئيسية، وتُنفذ على مدار سنوات.

واعتبرت الصحيفة أن هذه التحقيقات تُعد علامة جديدة على اقتراب نهاية الحرب، وأن ما يجري هو محاولة لتقويم الأداء في أطول وأوسع عملية برية ينفذها جيش الاحتلال منذ اجتياح بيروت في حرب لبنان عام 1982، والتي انتهت بالانسحاب من معظم الأراضي اللبنانية بعد نحو ثلاث سنوات.

كما أكدت أن هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال ستتطرق في تحقيقها إلى أساليب القتال التي اختيرت ضمن عملية 'عربات جدعون'، والتخطيط العملياتي المرتجل الذي لم يرتكز على أسس استراتيجية واضحة، في وقت تزايدت فيه الانتقادات حتى من داخل المؤسسة العسكرية، بشأن القرارات التكتيكية والاستراتيجية المتخذة منذ بدء الحرب.