في عقل الإمام موسى الصّدر السيّاسي والجيوسايسي «لبنان دون الجنوب أسطورة، ولبنان مع جنوب ضعيف جسم مشلول، ولبنان دون قوّة الجنوب مغامرة تاريخيّة» وفي عقيدة الرّئيس نبيه برّي الوطنيّة والقوميّة «الجنوب هو خطّ الدّفاع الأوّل عن لبنان وسلاح العرب والحق»..

ولأنّ الجنوب ينزف، كلّ يوم، شبابًا آمنوا بلبنان وطنًا نهائيًّا وبفلسطين قضيّة قوميّة، توجّه الرئيس برّي بنداء وطنيّ إلى أهل الجنوب عشيّة الانتخابات البلديّة والاختياريّة المقرّر إجراؤها يوم غدٍ السّبت في ٢٤ أيّار الجاري.

وختم رئيس المجلس نداءه: «إقترعوا بكثافة، خاصة في القرى الأمامية لإنتاج مجالسها البلدية والإختيارية لنؤكد من خلالها، للمحتل الإسرائيلي ولآلته العدوانية، أن هذه القرى العزيزة لن تكون إلا لبنانية لأهلها ومساحة للحياة وليست أرضاً محروقة، وسنعيد إعمارها، ولن تكون شريطاً عازلاً مهما غلت التضحيات».

في هذا الختام فصل الخطاب والكلام، فالمسألة ليست صراع نفوذ عائلي ولا مجرّد تنافس على رئاسة مجلس بلدي أو اختياري، فالجنوب المدمى والمدمّر سينتخب لأجل تحرير الأرض واستعادة السّيادة وتأكيد التّمسّك بالأرض.

ولأنّ خصوم المقاومة في الدّاخل وأعداؤها في الخارج أرادوا نتائج الانتخابات مؤشّرًا على تراجع شعبيّة الثّنائي الوطني وخياراته ومبادئه الّتي دفع في سبيلها أغلى التّضحيات، كانت نتائج الانتخابات في البقاع وبيروت، ونسبة الاقتراع والالتزام بلوائح «التنمية والوفاء» ردًّا أوّليًّا على كلّ الحملات الإعلاميّة والسّياسيّة الّتي تُشنّ على المقاومة وأهلها وقيادتها، فتحوّلت الانتخابات إلى استفتاء على الخيارات الّتي غُيُّب لأجلها الامام موسى الصّدر واستشهد في سبيلها السيّد حسن نصرالله ويحمل أمانتها وتبعاتها الرّئيس نبيه برّي.

سيقول أهل الجنوب كلمتهم نيابة عن كلّ الشّهداء الّذين وزّعوا أطرافهم ودماءهم على أطراف القرى وهضابها وأوديتها وسهولها وسمائها وترابها.

سيصوّت النّاس للقادة الشّهداء والشّهداء القادة، وللمجاهدين والعلماء والعاملين والمرابطين على حدود الوطن، والباحثين عن كنف دولة عادلة يؤويهم ويحمي حياتهم ومصالحهم.

سيلبّي أهل الوفاء نداء رئيس حركة أمل، الأخ الأكبر لكلّ أبناء حزب الله، كما وصفه الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وسيصلون ليل الرّابع والعشرين من أيّار بفجر الخامس والعشرين منه، لتكون نتائج الانتخابات هديّة عيد المقاومة والتّحرير لكلّ لبنان وكلّ اللّبنانيين!