اخبار فلسطين
موقع كل يوم -فلسطين أون لاين
نشر بتاريخ: ١ تشرين الأول ٢٠٢٥
حذّر المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان من أنّ سيطرة جيش الاحتلال الإسرائيلي على 'محور نتساريم' و'شارع الرشيد' ومنع العودة إلى غزة خطوة خطيرة لتفتيت وحدة أراضي القطاع وفرض ظروف قهرية تؤدي إلى التهجير القسري.
وأوضح المرصد، في بيان صحافي، اليوم الأربعاء، أن الاحتلال يسعى لحرمان السكان من الغذاء والدواء والوقود وقطع الإمدادات الإنسانية، في إطار سياسة إبادة جماعية ممنهجة.
وأكد الأورومتوسطي، أن إعلان الجيش إغلاق شارع الرشيد باتجاه واحد نحو الجنوب، يعني إحكام العزل وفرض واقع ديموغرافي جديد.
وأشار المرصد إلى تصريحات وزير الجيش الإسرائيلي التي اعتبرت هذه 'الفرصة الأخيرة' لمغادرة غزة، وهددت من يبقى بالتصنيف كمقاتل، معتبراً أن ذلك يكرّس سياسة التهجير والتجويع والعقاب الجماعي.
كما أوضح أنّ هذه التصريحات تكشف عمليًا عن نية جيش الاحتلال الإسرائيلي العودة للتمركز في المنطقة، بما يحوّلها إلى ساحة قتل وتنكيل واعتقالات وإخفاء قسري بحق الفلسطينيين، على غرار ما كان يحدث قبل اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون ثانٍ الماضي، الذي خرقته إسرائيل من جانب واحد قبل استكمال تنفيذه في مارس/آذار الماضي.
وذكر أن هذا القرار الخطير يفاقم معاناة المدنيين عبر تشتيت العائلات ومنع التواصل بينها، إذ اضطرت الكثير من الأسر إلى الانقسام بين من انتقل إلى وسط القطاع أو جنوبه ومن بقي في مدينة غزة، وكان أفرادها يتنقلون بين المنطقتين للحفاظ على الروابط الأسرية، غير أنّ هذا القرار يقطع تلك الصلة قسرًا.
كما أكد على أن ذلك يقضي على ما تبقّى من النشاط الاقتصادي المحدود الذي نشأ في ظل الحصار والعدوان، ويحرم مئات الأسر من مصادر رزقها الوحيدة، ليكرّس سياسة التجويع بشكل أشد قسوة ويحوّل الحياة المدنية في المدينة إلى دائرة حرمان شامل من مقومات البقاء.
ونبّه المرصد الأورومتوسطي إلى أنّ إغلاق محور 'نتساريم' وشارع 'الرشيد 'يعني فعليًا خنق ما تبقّى من المستشفيات التي ما تزال تعمل جزئيًا في مدينة غزة، بحرمانها من الإمدادات الدوائية والطواقم الطبية اللازمة، في وقت خرجت فيه 20 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل، وتتزايد أعداد الضحايا يوميًا بين قتلى وجرحى دون أي قدرة على الاستجابة أو الإنقاذ.
وجدد المرصد مطالبته الأمم المتحدة باستخدام آلية 'الاتحاد من أجل السلام' لتشكيل قوة حفظ سلام عاجلة في غزة، وضمان إدخال المساعدات وحماية المدنيين، محمّلاً المجتمع الدولي مسؤولية وقف جريمة الإبادة الجماعية وضمان امتثال إسرائيل للقانون الدولي.
والأربعاء قال كاتس في بيان: 'يُكمل الجيش الإسرائيلي حاليًا السيطرة على محور نتساريم على الساحل غرب قطاع غزة، ويقسم قطاع غزة بين شمال وجنوب'. وأضاف: 'سيشدد هذا الحصار على مدينة غزة، وسيجبر أي شخص يغادرها جنوبا على المرور عبر حواجز الجيش'.
وأردف كاتس: 'هذه فرصة أخيرة لسكان غزة الراغبين في الانتقال جنوبا وترك مسلحي حماس معزولين في مدينة غزة نفسها في مواجهة نشاط الجيش المستمر بكامل قوته'، زاعما أن المتبقين في غزة سيصنفون 'إرهابيين أو داعمين للإرهاب'.
وفي وقت سابق الأربعاء، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في بيان، اعتزامه إغلاق 'شارع الرشيد' أمام الفلسطينيين، مع السماح فقط بالنزوح عبره من مدينة غزة إلى وسط وجنوب قطاع غزة.
ويمثل 'شارع الرشيد' الطريق الساحلي الرئيس الذي يربط شمال القطاع بجنوبه، ويعتمد عليه الفلسطينيون في تنقلاتهم، خاصة بعد إغلاق الجيش الإسرائيلي 'شارع صلاح الدين' شرق القطاع خلال الإبادة.
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ترتكب إسرائيل بدعم أمريكي إبادة جماعية في غزة، خلّفت 66 ألفا و148 شهيدًا و168 ألفا و716 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 455 فلسطينيا بينهم 151 طفلا.