تحسين مناخ الاستثمار.. بصيص أمل في ظلام الدمار

الجماهير || عامر عدل …

تأتي تصريحات وزير الاستثمار السعودي حول خطط استثمارية ضخمة في سوريا، بقيمة تتجاوز 15 مليار ريال سعودي في قطاعات حيوية كالبنية التحتية، الاتصالات، الزراعة، والخدمات المالية، لتشكل نقطة تحول لافتة في مسار العلاقات بين البلدين، وتفتح باباً واسعاً للنقاش حول مستقبل سوريا الاقتصادي هذه التصريحات التي تضمنت إشادة بـ'الخطوات الجريئة والإيجابية والشجاعة التي اتخذتها الحكومة السورية لتحسين مناخ الاستثمار'، تعكس تحولاً في المقاربة الإقليمية تجاه دمشق

لا شك أن سوريا، بعد أكثر من عقد من حرب النظام على الشعب السوري بأمس الحاجة إلى كل دولار استثماري، البنية التحتية مدمرة الاقتصاد منهار وملايين السكان يعيشون تحت خط الفقر، لذا، فإن الحديث عن 11 مليار ريال لمصانع الإسمنت، و4 مليارات لقطاع الاتصالات، ومشاريع زراعية وسكنية (كمشروع حمص الذي نُذرت عوائده للدعم الاجتماعي)، يمثل بصيص أمل حقيقي لإعادة إعمار ما دمره النظام وتوفير فرص عمل، وتحسين الخدمات الأساسية، كما أن تأسيس مجلس أعمال سعودي سوري رفيع المستوى يؤكد على جدية هذه النوايا ورغبة المملكة في بناء شراكة اقتصادية طويلة الأمد.

هذه الاستثمارات، يمكن أن تكون محركاً مهماً لإنعاش الاقتصاد السوري، الذي يعاني من شلل شبه تام، هي فرصة لإعادة تدوير عجلة الإنتاج، وجذب رؤوس أموال أخرى، وربما فتح آفاق جديدة للتعاون الإقليمي.

إن إعلان وزير الاستثمار السعودي لهذه الاستثمارات يمثل خطوة مهمة، تعكس رغبة إقليمية في المساهمة في استقرار سوريا، هو بصيص أمل يمكن أن يضيء جزءاً من الظلام الذي يلف البلاد نتيجة سنوات حرب النظام لكن نجاح هذه الاستثمارات وتحقيق أهدافها النبيلة في دعم الشعب السوري، مرهون بتجاوز التحديات الجسيمة، فالمال وحده لا يبني الأوطان، بل يحتاج إلى بيئة مستقرة وحوكمة رشيدة و تعزيز الشفافية فهي أهم الأسس التي تجذب رأس المال .

#صحيفة_الجماهير