أكد المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، أنه “لأن البلد شراكة وتضامن وميثاق تأسيسي ووفاء لأعظم تضحيات وطنية، ولأن الأمن والدفاع والديبلوماسية ضرورة وطنية وقدرة سيادية وملاذية في عالم النظام السياسي وصدقيته الوطنية، أسأل الحكومة اللبنانية هل الجنوب والبقاع أراض لبنانية، وهل أهل الجنوب والبقاع من مواطني هذا البلد أم يتم تصنيفهم ضمن لوائح المتروكين عمدا للقتل والتصفية والغارات؟”

وأضاف: “أقول هذا لأن الحكومة اللبنانية تتعامل مع الجنوب والبقاع وكأنه غير موجود على الخريطة، كما تتعامل مع شهدائه السياديين من شباب ونساء وأطفال وكأنهم من بلد آخر، كل ذلك وسط قرى ما زالت على الأرض بسبب أكبر مواجهة أسطورية كسرت الجيش الصهيوني على تخوم بلدة الخيام حتى يبقى وطن إسمه لبنان، ومع ذلك تتعامل الحكومة اللبنانية الحالية مع أهل الجنوب بقلة ناموس وباستهتار  يفوق التصور، وهي آخر من يحق له الحديث عن السيادة والشعب وقضايا لبنان”.

وتابع: “ومن لا يرف له جفن حيال المذابح الصهيونية والإستباحة الإرهابية التي تطال أهل الجنوب والبقاع لا يملك أهلية التمثيل الحكومي ولا قيمة وطنية له، ولا طغيان أكثر من خيانة الوظيفة الوطنية.

وللشعب اللبناني أقول: أيها اللبنانيون: خيرة شبابكم ونسائكم وأطفالكم تقتل تحت عين سلطة متخلية ومعدومة الضمير والموقف والفاعلية، لدرجة أنه لم يمر على لبنان عقلية ونزعة وديبلوماسية فاسدة وجائرة وربما متواطئة مثل هذه الديبلوماسية، والحل بحماية البلد من الفشل الحكومي والنزعة المستهترة والمتهاونة، وتأكيد وحدتنا وترابطنا وتضامننا وإنقاذ لبنان من هذه العقلية التي لا تنتمي للبنان وعائلته الوطنية، وما زلنا نفاخر بالإغاثة الشعبية التي أحاطت أهل الجنوب والبقاع والضاحية زمن أسوأ حرب بتاريخ لبنان”.

وختم: “واللحظة لحكومة شرف وطني، لا لحكومة تتنكر لأعظم التضحيات السيادية التي قدمها أهل الجنوب والبقاع والضاحية من دون الإنتقاص من بقية التضحيات الوطنية، والله يحفظ لبنان ممن يدير ملفاته السياسية، ولا ضامن للبنان أكبر من الوحدة الوطنية والجيش والمقاومة والإلفة الشعبية. والإرث الوطني يقول: أن تكون لبنانيا يعني أن تحمي وطنك وتغيث أهلك وبلدك، ولبنان لا يحتاج إلى معجزة سماوية بل إلى ضمير وطني بحجم العائلة اللبنانية”.