رغم عدم صدور موقف رسمي عن 'حزب الله' بشأن تصريحات الموفد الأميركي إلى بيروت، توم براك، تشير مصادر سياسية مطلعة على موقف الحزب إلى أنه يتعاطى مع الزيارة بحذر بالغ. هذا التوجس لا ينفصل عن السياق الأوسع، إذ يترقب الحزب، بحسب المصادر، ما قد يصدر عن الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حيث يُتوقّع أن تتكشف معطيات جديدة خلال الساعات القليلة المقبلة.

ومع ذلك ،تقول المصادر إن المواقف التي أطلقها الموفد الأميركي شكّلت صدمة نفسية ومعنوية لكل خصوم الحزب في الداخل، فكانت بمثابة صفعة سياسية لكل من رئيس الحكومة نواف سلام، وحزب القوات اللبنانية.

وتتابع المصادر: بين زيارة براك الأولى والثانية، تأكد تماسك البيئة الشيعية وصلابة موقف 'حزب الله'، كما أثبتت العلاقة بين الحزب ورئيس مجلس النواب نبيه بري أنها متجذّرة، و أن العلاقة بين الحزب والرئيس جوزاف عون ممتازة.وكل هذه العوامل أدت، بحسب المصادر المطلعة على موقف الحزب، إلى تحوّل واضح في مواقف براك، حيث انتقل من مقاربة سلبية متشددة إلى خطاب أكثر انفتاحاً يدعو إلى الحوار، معترفا أن 'حزب الله' هو حزب كبير وفاعل سياسياً فضلا عن أنه لم يأت على ذكر المهل الزمنية والضغوط.

بناءً على ذلك، يمكن القول إن ما حصل أزال ولو مؤقتاً، الغيوم السوداء عن المشهد اللبناني، وفتح الباب أمام مقاربة مختلفة.