شهدت مدينة السويداء، اليوم الإثنين ، إجلاء مئات المدنيين تنفيذا للاتفاق الذي تم التوصل إليه بين وزارة الداخلية و الأطراف المحلية و الذي يقضي بإخراج المدنيين الراغبين بالخروج من المحافظة .

وأعلن قائد الأمن الداخلي في السويداء العميد أحمد الدالاتي أنه بعد جهود حثيثة بذلتها وزارة الداخلية تمّ التوصّل إلى اتفاق يقضي بإخراج جميع المدنيين الراغبين في مغادرة محافظة السويداء بسبب الظروف الراهنة إلى حين تأمينهم وضمان عودتهم الآمنة إلى ديارهم .

و أكد على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار من جميع الأطراف و فتح المجال لقيام مؤسسات الدولة بدورها في إعادة الاستقرار، مشيرا إلى فرض طوق أمني في محيط السويداء لتأمينها وإيقاف الأعمال القتالية فيها للحفاظ على المسار الذي سيؤدي إلى المصالحة والاستقرار في المحافظة .

من جانبها أفادت وزارة الداخلية بخروج عدد من عوائل البدو المحتجزين منذ أيام من السويداء وسط انتشار واسع لقوات الأمن الداخلي لضمان سلامة العملية .

فيما أعلن محافظة درعا عن خروج أكثر من 300 شخص من العشائر الراغبين بالخروج من محافظة السويداء، مضيفاً أنه سيتم تأمينهم في مراكز إيواء في محافظة درعا إلى حين هدوء الأوضاع في السويداء وتأمين عودة كريمة لهم.

بدوره أكد رئيس المجلس الأعلى للقبائل والعشائر السورية مضر حماد الأسعد في تصريح لوسائل إعلام : أن إطلاق سراح المختطفين من محافظة السويداء أمر إيجابي ،لافتاً إلى أنه لا يمكن إعادة الأمن إلى السويداء إلا بوجود الأجهزة الأمنية .

وتواصلت الاشتباك في محافظة السويداء ، أمس الأحد، رغم إعلان المبعوث الأميركي إلى سورية توم براك عن توصل جميع الأطراف إلى تهدئة ووقف للأعمال العدائية اعتباراً من الساعة الخامسة من يوم أمس بتوقيت دمشق.

وشهدت بلدة عريقة اشتباكات وصفت بالعنيفة بين مسلحين من العشائر وفصائل محلية من السويداء سقط فيها قتلى وجرحى، كما شهدت بلدة المجدل وقرية أم الزيتون اشتباكات مماثلة.

وذكرت مصادر إعلامية محلية نقلاً عن مصادر طبية في مشفى السويداء أن عدد الضحايا الذين وصلوا إلى المشفى من المحافظة ، فاق 600 جثة حتى تاريخ اليوم، عدا عن الجثث التي نُقلت إلى المشافي الأخرى ،إضافة إلى الجثث التي دُفنت دون نقلها إلى المشفى، والجثث التي لا تزال متناثرة في الشوارع ، والقرى ، محذرة ً من خطر انتشار الأوبئة في المدينة .

وكانت الرئاسة السورية أعلنت ، يوم السبت، عن وقف إطلاق النار في السويداء بين العشائر السورية والفصائل الدرزية، وطالبت كافة الأطراف بالالتزام بتنفيذ الاتفاق تحت طائلة المساءلة.

وشهدت السويداء تصعيداَ أمنياَ، حيث دارت معارك عنيفة بين الفصائل المحلية وقوات الأمن العام في المحافظة، مع قصف طال عدة مناطق ، تزامن مع هجمات إسرائيلية ، مما اسفر عن سقوط عشرات الضحايا، فيما تحدثت مصادر أهلية ومحلية في مدينة السويداء عن عمليات تصفية واعتقال ونهب وسلب للممتلكات الخاصة في مناطق متفرقة ، أثناء دخول قوات وزارة الدفاع والأمن العام.

سيريانيوز