تشهد سوريا حالياً عودة قوية لرحلات النقل بين المحافظات، حيث بدأت معظم شركات النقل الكبرى بتسيير رحلاتها على مدار الساعة، مما أتاح للمواطنين إمكانية الحجز والتنقل في أي وقت، سواء صباحاً أو ليلاً، بين دمشق وباقي المحافظات.

وبات من المألوف رؤية عدة باصات من شركات مختلفة تتوقف ليلاً في استراحات محافظة حمص، وكل منها يتجه نحو وجهة مختلفة، في مشهد يعكس عودة الحياة إلى قطاع النقل بعد فترة من التراجع.

ومع استئناف الشركات لعملها تدريجياً، بدأت حركة السفر بالتزايد، وبرز اهتمام واضح بالسفر الليلي، خصوصاً نحو المناطق الشرقية والشمالية والساحلية، حيث يفضل العديد من الركاب التنقل ليلاً لتوفير الوقت أو تجنب الازدحام.

ورغم هذا النشاط، يلاحظ تفاوت كبير في مستوى الخدمات المقدمة بين شركات النقل، خاصة تلك المصنفة ضمن الدرجة الأولى 'رجال أعمال'، إذ تستخدم بعض الشركات بولمانات قديمة وتقدم خدمات محدودة، ما يثير تساؤلات حول مدى استحقاقها للأجور المرتفعة التي تفرضها.

أما من ناحية الأسعار، فتُعد أجور النقل الجماعي بين المحافظات مقبولة نسبياً مقارنة بتكاليف النقل داخل المدن، حيث تبلغ تكلفة التذكرة من دمشق إلى اللاذقية حوالي 135 ألف ليرة، ومن دمشق إلى حلب 150 ألف ليرة، ومن دمشق إلى دير الزور 225 ألف ليرة، ومن دمشق إلى طرطوس 100 ألف ليرة.

في المقابل، يعاني أسطول النقل السياحي من تقادم واضح، إذ يغلب عليه الطابع القديم والمتهالك، ما يستدعي إطلاق خطة تحديث شاملة تواكب التطورات وتلبي تطلعات المسافرين.

وتُعد عودة شركات النقل للعمل على مدار الساعة خطوة استراتيجية من شأنها تعزيز الربط بين المحافظات وتنشيط الحركة الاقتصادية، خاصة في ظل الحاجة المتزايدة إلى وسائل نقل فعالة وآمنة.