اخبار سوريا
موقع كل يوم -الفرات
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
في محافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، حيث تمتزج المعاناة بالثروات غير المستثمرة، يتطلع السكان إلى مستقبل مختلف، يقوم على مشاريع استراتيجية تُوظف خيرات المحافظة لصالح أهلها، بعد سنوات من التهميش وضعف الخدمات.
ضمن أبرز المشاريع الحيوية التي يطالب بها السكان مشروع جر مياه نهر دجلة، لتأمين مياه الشرب لآلاف الأسر التي تعاني من شح المياه وارتفاع أسعار الصهاريج، خاصة في الريف الجنوبي.
ويمثّل هذا المشروع أولوية قصوى في ظل أزمة العطش المتفاقمة وتهالك مصادر المياه الجوفية.ف
ي قطاع الطاقة، يأمل السكان في تنفيذ مشروع محطة توليد كهرباء تعمل على الغاز الطبيعي الموجود في الحقول القريبة، لإنهاء معاناة الأهالي مع ساعات التقنين الطويلة والاعتماد المكلف على الأمبيرات، ويُتوقع أن تسهم هذه المحطة في تحسين جودة الحياة وتنشيط عجلة الاقتصاد المحلي.
كما ترتفع الأصوات من داخل المحافظة للمطالبة بإنشاء مصفاة نفط تعالج النفط المستخرج من الحقول المحلية، خاصة وأن الحسكة من أغنى المناطق السورية بالنفط الخام، المصفاة ستوفر فرص عمل واسعة، وتقلل من تكاليف النقل والاعتماد على الخارج، وتمنح المحافظة استقلالاً في مجال المشتقات النفطية.
وإلى جانب مشاريع البنية التحتية، هناك توجه شعبي واسع نحو إقامة مشاريع تنموية تعتمد على زراعة القمح وصناعاته التحويلية، مثل مطاحن القمح ومصانع المعكرونة والبرغل، بما ينعش الاقتصاد الزراعي المحلي ويمنح الفلاحين حافزاً للبقاء في أراضيهم. فالحسكة تُعرف تاريخياً بأنها 'سلة قمح سوريا'، لكن أبناءها يشعرون أن هذا اللقب لم يُترجم إلى واقع تنموي حقيقي حتى الآن.
وفي الجانب التعليمي والخدمي، يؤكد سكان الحسكة على ضرورة إحداث جامعة حكومية مستقلة باسم 'جامعة الحسكة'، تضم كليات علمية وأدبية متكاملة، تواكب احتياجات المجتمع وتُخفف عن الطلاب عناء السفر إلى محافظات بعيدة.
كما يطالب الأهالي بإنشاء مطار مدني في الحسكة، يُنهي العزلة المفروضة على المحافظة ويسهل تنقل السكان والمسافرين والمرضى، ويفتح آفاقاً للاستثمار والتواصل مع باقي المحافظات والعالم.
أبناء الحسكة اليوم لا يطالبون بالمعجزات، بل بحقوق عادلة تكفل لهم حياة كريمة، وتعيد لمحافظتهم دورها الطبيعي في الخارطة الوطنية.
فالمستقبل الذي يتخيله سكان الحسكة، ليس حلماً، بل مشروعاً قابلاً للتحقيق إذا توفرت الإرادة السياسية والعدالة في توزيع الثروات.
حجي المسواط