الجماهير || أسماء خيرو..

إبراز الدور التاريخي والثوري للحركات الطلابية التي كان لها دور كبير في تغيير المشهد السوري والانتصار على النظام البائد كانت من أهم ما تمحورت حوله الندوة الحوارية التي نظمها مكتب الشباب على المدرج الحضاري في كلية الحقوق بجامعة حلب، تحت عنوان 'الحراك الطلابي ودوره في الثورة السورية'.

وتكتسب الندوة التي أدارها بشير الحاوي أهميتها، كونها تزامنت مع الذكرى السنوية للمظاهرة الكبرى التي شهدتها جامعة حلب ضد النظام البائد، إلى جانب تسليط الضوء على تجارب الحراك الطلابي خلال سنوات الثورة السورية، وتحليل دوره كرافد من روافد التغيير الاجتماعي والسياسي، ودور الجامعات كحاضنات للفكر النقدي ومساحات لتنمية الوعي المجتمعي.

وتطرق المهندس ملهم عكيدي، معاون محافظ حلب لشؤون العلاقات العامة، خلال الندوة إلى استعراض نبذة تاريخية عن الحراك الطلابي ودوره في الحياة السياسية في سوريا بشكل عام، مشيرًا إلى أن فكرة الندوة جاءت لإحياء ذكرى المظاهرة الطلابية الكبرى التي شهدتها حلب عام 2012، والتي تعتبر أكبر حراك طلابي مناهض للنظام البائد في تاريخ سوريا.

وأوضح المهندس عكيدي أن الندوة اشتملت على سرد قصة الثورة في جامعة حلب، وتخليد ذكرى الشهداء والمواقف البطولية للثوار، إلى جانب تسليط الضوء على ضرورة تجاوز الطالب لدور الدراسة الأكاديمية فحسب، ليصبح فردًا فاعلاً في المجتمع يتحمل المسؤولية الجماعية، ويسهم من خلالها في خدمة وطنه وبناء مستقبل سوريا. وأكد على أهمية غرس ثقافة المشاركة الفاعلة في الشأن العام لدى الطلاب، وعدم اقتصار طموحهم على الحصول على المعرفة الأكاديمية فقط.

من جهته، قدم الدكتور عبد العزيز الدغيم، عضو الهيئة التدريسية في كلية الاقتصاد بجامعة حلب، لمحة حول كيفية تعاطي النظام البائد مع الحركات الطلابية في الجامعات السورية، لافتًا إلى أنه انضم إلى صفوف الثورة السورية، واستقر في المناطق المحررة، حيث أسهم في تأسيس فرع لجامعة حلب هناك. وذكر أن الجامعة ضمت أكثر من 15 ألف طالب وطالبة في المرحلة الجامعية، بالإضافة إلى نحو 1500 طالب دراسات عليا.

وأبان الدكتور الدغيم أنه عمل على تنظيم الحراك الطلابي، وحرص على غرس رؤية تعليمية تتجاوز فكرة التلقين الأكاديمي، إلى بناء قيادات فاعلة قادرة على قيادة مسيرة التحرير والتنمية.

ودعا إلى تجاوز الانقسامات الطائفية والمناطقية، والبناء على أساس المواطنة المتساوية لإعادة إعمار سوريا بجهود أبنائها الأحرار، دون تمييز أو إقصاء.

أما المهندس عز الدين أبرم، منسق التخطيط الاستراتيجي في الدفاع المدني السوري (الخوذ البيضاء)، فقد تحدث حول دور الحراك الطلابي في جامعة حلب وسوريا عمومًا، مسلطًا الضوء على تأسيس 'تنسيقيات الثورة' كإطار تنظيمي للحراك الطلابي. وأكد على أن عقد الندوة داخل حرم جامعة حلب يعيد إحياء مشاعر الفخر والانتصار، وأن الجامعات تشكل ركيزة لبناء أوطان حرة بعقول أبنائها.

كما وجه رسالة للطلاب أكد فيها أن إرث الجامعة تراث عظيم، ودعاهم إلى الحفاظ عليه كرمز لتضحيات الأجيال السابقة ونضالها من أجل الحرية.