اخبار فلسطين
موقع كل يوم -وكـالـة مـعـا الاخـبـارية
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
الكاتب: الدكتور عدوان نمر عدوان
العصامي الذي لا عظام له
ربما الصورة التي توضح وكأن ممداني يمسك شيئا صغيرا بين السبابة والإبهام تعبر عن فوزه بجدارة عمدة لنيويورك، فما كان كبيرا من هيمنة الرأسمالية العالمية بدا صغيرا قميئا في مدينة الرأسمالية، فهذا الاشتراكي الذي جاء يحمل هم الناس وتطلعاتهم فاز في الانتخابات كاسرا هيمنة الواسب، والمنظومة الرأسمالية، وسياسة التمويل اليهودية الثرية بلا حدود، والسياسية التقليدية التي تسيطر على الانتخابات.
صوت الشباب اليهودي الجديد والمسلم والملونون لممداني؛ لأنه الأكثر تعبيرا عن حلم الناس في نيويورك مدينة المال والأعمال.
الاشتراكي ممداني كسر السرديات، وحطم جبروت ترامب، وصغر ما كان كبيرا، ومستعصيا على الكسر، ممداني حطم عقدة غوردييه، والأساطير والخرافات المستحكمة في العقول، وقال إن مبدأ الحياة التغير، وإن الرأسمالية كفكرة تحمل في رحمها بذور موتها، بذور التوحش والتغول والنرجسية والمركزية، وترشيد الناس، وزجهم بخانات وحظائر موجهة لاستعبادهم، وخلق الإنسان ذي البعد الواحد حسب ما قاله المفكر ماركوزة.
ممداني حديث الجنسية، ولا عظام له ليتكئ عليها، إنما هي عصامية النزاهة والتطلع إلى مستقبل جديد، وشرف الشعور بهموم الناس والالتحام معهم.
ممداني لم يخلع جلده إنما قال أنا مسلم اشتراكي، وهذا مؤشر على أن الناس تقبل المسلم الذي يتحالف مع همومها، وليس المسلم الذي يغير جلده، ويتماهى مع النخب الرأسمالية الاستعمارية الفاحشة الثراء، فكون الشخص مسلما لا يعطيه حق الفوز والنصر، إنما كونه مسلما أو مسيحيا أو يهوديا أو هندوسيا عضويا نزيها ملتحما بهموم الناس واحتياجاتهم هو ما يوفر له بوليصة التأمين للفوز بالمناصب والعروش والقلوب.
ما بعد ممداني غير ما كان قبله.

























































