وصل مفاوضون روس وأوكرانيون إلى إسطنبول اليوم، الجمعة 16 من أيار، للمشاركة في أول محادثات سلام مباشرة بينهما منذ أكثر من ثلاث سنوات.

وقالت وكالة 'رويترز' إن اللقاء المرتقب سيكون في قصر دولما بهتشة على مضيق البوسفور، مشيرة إلى أن الطرفين الروسي والأوكراني لم يلتقيا وجهًا لوجه منذ آذار 2022، الشهر الذي أعقب الغزو الروسي.

وأضافت الوكالة أن الوفدين الأوكراني والروسي سيجتمعان بحضور مسؤولين أتراك اليوم.

وقال روديون ميروشنيك، سفير الخارجية الروسية للمهام الخاصة، إن موسكو فعلت كل ما في وسعها لتنظيم مفاوضات اسطنبول لكنها غير مسؤولة عن سلوك كييف المتذبذب.

وأضاف السفير الروسي، ردًا على سؤال حول الآفاق المحتملة للمفاوضات المخطط لها، إن 'التوقيع مع خصم متذبذب لا يمكن التنبؤ بسلوكه ومتقلب للغاية، ليس بالعمل المواتي والمرغوب'.

وبدأ صباح اليوم لقاء بين الأوكرانيين والأتراك والأمريكيين في قصر دولما بهتشة في إسطنبول، قبل المحادثات بين موسكو وكييف المقرّرة في وقت لاحق اليوم.

ويشارك في اللقاء الذي يرأسه وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، نظيره الأمريكي ماركو روبيو والسفير لدى أنقرة توم باراك والمبعوث الأمريكي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، بينما يحضر عن الجانب الأوكراني كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك ووزيرا الدفاع والخارجية، رستم عمروف وأندري سيبيغا.

كان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اقترح في وقت سابق استئناف المفاوضات المباشرة بين أوكرانيا ودون شروط مسبقة في إسطنبول، في 15 من أيار، ولم يستبعد الرئيس الروسي أن يتوصل الجانبان خلال المفاوضات المذكورة إلى اتفاق حول وقف إطلاق النار.

واقترح بوتين إجراء محادثات مباشرة مع أوكرانيا في تركيا، لكنه رفض تحدي الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، لمقابلته شخصيًا، وأرسل بدلًا من ذلك فريقًا من المسؤولين متوسطي المستوى إلى المحادثات.

وقال زيلينسكي إن قرار بوتين بعدم الحضور، وإرسال ما وصفه بتشكيلة 'زخرفية'، يُظهر عدم جدية الزعيم الروسي في إنهاء الحرب.

بدوره شدد المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، على أن روسيا تنوي البحث بجدية عن سبل تحقيق تسوية سلمية طويلة الأمد، تتضمن القضاء على الأسباب الجذرية للصراع وضمان مصالح روسيا.

وأمس، وصل إلى إسطنبول الوفد الروسي برئاسة فلاديمير ميدينسكي، مساعد الرئيس الروسي، ونائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل غالوزين، ورئيس إدارة الاستخبارات العامة العسكرية إيغور كوستيوكوف، ونائب وزير الدفاع ألكسندر فومين.

وأكد الوفد الروسي بأن الهدف من المفاوضات المباشرة مع الجانب الأوكراني هو إقامة سلام طويل، وأضاف أن الوفد سيكون في انتظار الجانب الأوكراني الذي من المقرر أن يصل إلى إسطنبول لحضور الاجتماع اليوم الجمعة.

وتراجعت التوقعات بتحقيق تقدم كبير، والتي كانت منخفضة بالفعل، بشكل أكبر أمس الخميس، عندما قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إنه لن يكون هناك أي تحرك دون اجتماع بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

وقال ترامب، الذي اختتم جولته في الشرق الأوسط وعاد إلى واشنطن، إنه سيلتقي الزعيم الروسي 'بمجرد أن نتمكن من ترتيب ذلك'.

من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، الذي توجه أيضًا إلى إسطنبول للمشاركة في المفاوضات، إنه بناء على مستوى فرق التفاوض فمن غير المرجح تحقيق تقدم كبير.

وبعد أن سيطرت القوات الروسية على ما يقرب من خمس مساحة أوكرانيا، تمسك بوتين بمطالبه القديمة لكييف بالتنازل عن بعض الأراضي الأوكرانية، والتخلي عن طموحاتها في الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، والتحول إلى دولة محايدة.

وترفض أوكرانيا هذه الشروط باعتبارها بمثابة استسلام، وتسعى للحصول على ضمانات لأمنها المستقبلي من القوى العالمية، وخاصة الولايات المتحدة.