تستعد لجنة جائزة “بوكر” العالمية للرواية لإعلان الفائز بمسابقتها لعام 2025، يوم غد، بعد أن وصلت إلى قائمتها النهائية والقصيرة، ست روايات لستة كتاب من مشارب ثقافية متعددة، تتقاطع أعمالهم حول سؤال الهوية والإنسان في عالم متغيّر.

تم اختيار هذه الروايات الست من بين أكثر من 153 رواية مكتوبة بالإنكليزية، حيث اعتبر موقع الشرق السعودي، أن اختيار هذه الأعمال يمثل مشهداً أدبياً عالمياً يعيد تعريف العلاقة بين الفرد والمجتمع، وبين التاريخ والذاكرة.

وتقول اللجنة بحسب الموقع :”إن قائمة هذا العام تعبّر عن لحظة إنسانية معاصرة، تحاور فيها الرواية أسئلة الوجود والهوية والاغتراب”.

رواية الجسد للبريطاني الهنغاري ديفيد سزالاي

تتناول الرواية وفق وكالة إم هيث الأدبية ما سمته واقعية الحزن الأوروبي، الذي يطبع حياة الفرد المعاصر في القارة العجوز، وعلى العلاقات الممزقة بين الإنسان والمكان، من خلال رحلة رجل ينتقل من الفقر إلى الثراء في مجتمع أوروبا الوسطى، مستعرضةً تحولات الهوية والتناقضات الاجتماعية في عصر الحداثة.

الكاتب سزالاي، المولود في مونتريال عام 1974، عاش في لندن ودرس في أكسفورد، واشتهر بروايته “كل ما هو عليه الرجل”، التي رُشحت للبوكر عام 2016، فاز بعدة جوائز أدبية مثل جائزة “بيتي تراسك”، ويتميز بلغته المكثفة التي ترصد هشاشة الإنسان الأوروبي الحديث.

بقية حياتنا للروائي الأمريكي بن ماركوفيتز

تقص الرواية أزمة منتصف العمر لرجل يعيش بين كيب كود وكاليفورنيا، في رحلة تتقاطع فيها العلاقات الإنسانية مع التأمل في معنى الحياة والنضج.

تتسم الرواية بعمقها النفسي وقدرتها على تحويل التفاصيل اليومية إلى سرد فلسفي عن الزمن والاختيار.

والروائي ماركوفيتز، من مواليد 1973، عاش في مدينتي تكساس ولندن، ودرس في جامعتي ييل وأوكسفورد، تفرغ للكتابة، وكتب ثلاثية عن لورد بايرون، كما فاز بجائزة جيمس تايت بلاك عن رواياته التي تستكشف الطبقة الوسطى والخيبة المعاصرة.

وحدة سونيا وصني للكاتبة الهندية كيران ديساي

بحسب موقع فرونتليست الثقافي، تقدّم هذه الرواية ملحمة عن شابين هنديين تتقاطع حياتهما عبر سنوات طويلة، في سردٍ يمزج بين قضايا العائلة والهجرة والبحث عن الذات في عالم سريع التغيّر.

والكاتبة ديساي، من مواليد 1971، وهي ابنة الروائية أنيتا ديساي، وقد فازت بجائزة البوكر عام 2006 عن روايتها “ميراث الخسارة”، وتعدّ من أبرز الأصوات الأدبية التي تجمع بين الواقعية الاجتماعية والبعد الفلسفي في معالجة قضايا الهوية.

الأرض في الشتاء للروائي البريطاني أندرو ميلر

تدور الرواية، وفق ما أورد موقع ذا أراب ويكلي، حول علاقة زوجين في ريف إنكلترا، وتغوص في أعماق النفس البشرية وتأملاتها في الزمن والذاكرة.

والروائي ميلر من مواليد 1960 حاصل على جائزة دبلن الأدبية، عن روايته ألم مبتكر، ويعرف بأسلوبه في المزج بين الدراما التاريخية والبحث الوجودي، وهو يعيش في مقاطعة سومرست البريطانية.

تجربة أداء للكاتبة الأمريكية كاتي كيتامورا

تتناول الرواية حياة ممثلة ناجحة في نيويورك، تبحث عن معنى الحياة وسط ضجيج العلاقات السطحية وتناقضات الشهرة، وتستخدم كيتامورا فيها أسلوباً بصرياً دقيقاً يلامس عالم السينما، مقدّمةً قراءة معاصرة في الغربة الحديثة.

والكاتبة الأمريكية كيتامورا من أصل ياباني، من مواليد 1979 في كاليفورنيا، درست في جامعة برينستون وتحمل دكتوراه في الأدب الأمريكي، وتعمل أستاذة للكتابة الإبداعية في جامعة نيويورك.

مصباح أمريكي للكاتبة سوزان تشوي

ووفق تقرير لموقع العربي الثقافي، تروي الرواية قصة شاب نشأ في اليابان لأبوين كوريين وهاجر إلى الولايات المتحدة بحثاً عن حياة أفضل، في سرد يضيء على قضايا الانتماء والتنوع الثقافي.

الكاتبة تشوي حاصلة على جوائز وطنية عدة، منها جائزة الكتاب الوطنية، من أبرز أعمالها الطالب الأجنبي، وشخص مثير للاهتمام، وتدرس اليوم الكتابة الإبداعية في جامعة برينستون، متناولةً في أعمالها الغربة والهوية الأمريكية المتحوّلة.

بحسب تحليل نشرته صحيفة الغارديان، بتوازن لافت بين الأصوات الروائية، إذ جمعت الواقعية الأوروبية مع الرؤية الآسيوية والإنسانية الأمريكية، فيما يرى النقاد أن المنافسة النهائية ستدور بين روايتي جسد والأرض في الشتاء، نظراً لعمقهما الفني، وقدرتهما على تمثيل روح الأدب العالمي المعاصر.

البوكر تتويج للإبداع الأدبي والنجاح العالمي

وتُعد جائزة البوكر واحدة من أرفع الجوائز الأدبية في العالم، حيث تُمنح سنوياً لأفضل رواية مكتوبة باللغة الإنكليزية، وكانت تعرف سابقاً باسم “جائزة مان بوكر” بين 2002 و2019، و”جائزة بوكر ماكونيل” بين 1969 و2001، وتعكس المستوى الأدبي العالي وتعزز شهرة الفائزين وتزيد من مبيعات كتبهم، إضافة إلى مكاسب معنوية كبيرة، ولجنة تحكيمها تتكون من نقاد وأدباء وأكاديميين وتختلف سنوياً لضمان نزاهة الجائزة.