اخبار فلسطين
موقع كل يوم -سما الإخبارية
نشر بتاريخ: ١٨ تموز ٢٠٢٥
علمت “القدس العربي” من مصادر مطلعة أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي أجروا زيارة إلى العاصمة المصرية القاهرة، حيث بحثوا مع مسؤولين مصريين وآخرين إسرائيليين آلية جديدة لاستئناف إدخال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة، بموجب الاتفاق الذي أعلنه الاتحاد الأوروبي مؤخرا مع إسرائيل، والذي لم يُنفّذ حتى الآن رغم مرور أكثر من أسبوع على إقراره.
ووفقا للمصادر، طلب المسؤولون الأوروبيون أن تتم عملية إدخال المساعدات عبر مصر من خلال معبر رفح البري، كما كان الحال قبل مايو من العام الماضي، أي قبل سيطرة إسرائيل على المعبر الفاصل بين غزة ومصر، لتجنب حصر عملية الإغاثة بالمعابر الإسرائيلية فقط.
وكانت البضائع والمساعدات الإنسانية تمر في السابق عبر معبر رفح إلى جانب المعابر الإسرائيلية التي كانت تعمل بشكل محدود، بما أتاح دخول مساعدات مصرية وعربية ودولية إلى القطاع.
حتى اللحظة، لم تقدّم إسرائيل ردا واضحا بخصوص السماح بفتح معبر رفح أمام المساعدات، رغم أن الهدف من الطلب الأوروبي هو توسيع نطاق إدخال المساعدات ومواجهة المجاعة المتفاقمة في قطاع غزة، في ظل تقارير أممية حذرت من تزايد الوفيات بسبب أمراض سوء التغذية.
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن قبل أكثر من أسبوع توصّله إلى اتفاق مع إسرائيل لتحسين الوضع الإنساني في غزة، عبر زيادة عدد شاحنات المساعدات وفتح المعابر وإصلاح بنية تحتية حيوية. وأكدت مسؤولة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي كايا كالاس آنذاك، أن الاتفاق سيسمح بدخول المزيد من شاحنات الأغذية، وفتح المزيد من المعابر، وإعادة تفعيل طرق نقل المساعدات من الأردن ومصر، مع حماية عمّال الإغاثة.
وشددت كالاس على ضرورة التزام إسرائيل بكافة الإجراءات المتفق عليها، وتنفيذها في الأيام المقبلة لضمان وصول المساعدات مباشرة إلى السكان، عبر رفع عدد الشاحنات اليومية من الأغذية والمواد غير الغذائية، وفتح نقاط عبور إضافية شمال وجنوب القطاع.
رغم ذلك، لم تلتزم إسرائيل ببنود الاتفاق حتى الآن، إذ لم تسمح بدخول أي مساعدات أوروبية عبر معابرها، رغم مرور أسبوع على توقيع الاتفاق، بينما تتصاعد أزمة الجوع ونقص الأدوية نتيجة الحصار المشدد المفروض منذ الثاني من مارس الماضي.
وكان شادي عثمان، المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي في المناطق الفلسطينية، قد أكد أن إسرائيل لم تنفذ الاتفاق المتعلق بإدخال المساعدات إلى مختلف مناطق غزة، مشيرا إلى استمرار الاتصالات والجهود مع جميع الأطراف لتطبيقه.
وفي السياق نفسه، قال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إن تدفق المساعدات إلى قطاع غزة لم يشهد أي زيادة حتى الآن رغم الاتفاق الأوروبي-الإسرائيلي.
ويواجه سكان غزة أوضاعا إنسانية غاية في الصعوبة، ازدادت قسوةً مع تشديد الحصار منذ مارس، حيث لا تسمح سلطات الاحتلال إلا بدخول عدد محدود من المساعدات، وغالبا ما تُنهب أو تُستخدم ضمن مخطط لحصر التوزيع وفق آلية وضعتها إسرائيل عبر أربعة مراكز توزيع في جنوب ووسط القطاع، والتي تحولت إلى “مصائد موت” أسفرت عن استشهاد مئات الفلسطينيين على أبوابها.
وفي مؤشر خطير على حجم الكارثة، أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ، أن معدلات الجوع الحاد بين الأطفال بلغت أعلى مستوياتها في يونيو، حيث شُخّص أكثر من 5800 طفل بسوء التغذية الحاد، مشيرا إلى انهيار النظام الصحي بالكامل.
وأظهر تقرير أممي أن قطاع غزة بأسره يواجه خطر مجاعة مع تصاعد القتال وإغلاق المعابر الحدودية وندرة الغذاء بشكل خطير.
وفي إحصائية جديدة صادمة، أفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة بأن عدد الأطفال الذين توفوا بسبب سوء التغذية بلغ 69 طفلا، في حين ارتفع عدد الوفيات الناتجة عن نقص الغذاء والدواء إلى 620 مريضا، مع استمرار الحصار الإسرائيلي وإغلاق المعابر لليوم الـ139 على التوالي. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل منعت دخول 76,450 شاحنة مساعدات إنسانية ووقود منذ تشديد الحصار.
وكشف التقرير عن استهداف قوات الاحتلال 42 تكية طعام، و57 مركزا لتوزيع المساعدات والغذاء، بالإضافة إلى قصف 121 قافلة وإرسالية مساعدات. وأوضح أن 877 فلسطينيا استشهدوا في ما تُسمى “مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية”، بينما أصيب أكثر من 5,666 آخرين، وما زال 42 مواطنا في عداد المفقودين.
ووفق المكتب الإعلامي، فإن هناك 650 ألف طفل مهددون بالموت بسبب الجوع وسوء التغذية، إلى جانب 12,500 مريض سرطان بحاجة ماسة للعلاج والغذاء، و60 ألف سيدة حامل معرضة للخطر لانعدام الرعاية الصحية والغذاء.
وأدان المكتب بأشد العبارات استمرار هذه “الجريمة”، محملا الاحتلال الإسرائيلي وحلفاءه، خاصة الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا، المسؤولية الكاملة، سواء بالصمت أو التواطؤ أو الدعم المباشر.
وطالب المكتب المجتمع الدولي ودول العالم الحر بالتحرك العاجل لكسر الحصار وفتح المعابر بشكل فوري لإدخال المساعدات، لإنقاذ آلاف الأرواح البريئة المهددة بالفناء أمام مرأى العالم.