لايف ستايل
موقع كل يوم -فوشيا
نشر بتاريخ: ١٩ تموز ٢٠٢٥
أودعت محكمة مستأنف أكتوبر حيثيات حكمها الصادر بقبول الاستئناف المقدم من المخرج محمد سامي، بشأن الحكم السابق بتغريمه 5 آلاف جنيه، وذلك على خلفية اتهامه بسب وقذف الفنانة عفاف شعيب والتشهير بها، خلال ظهوره في أحد البرامج التلفزيونية، إذ انتهت المحكمة إلى براءته من التهم المنسوبة إليه.
فحص الأوراق وموازنة الأدلة
أوضحت المحكمة بأنها قامت بمطالعة أوراق الدعوى وكافة المستندات المقدمة، ووقفت على ظروف وملابسات الواقعة موضوع الاتهام. وبصفتها الجهة القضائية صاحبة السلطة المطلقة في تقدير الأدلة، قامت بموازنة أدلة الإثبات والنفي، ودفوع ودفاع المتهم، وانتهت إلى قناعة راسخة بعدم ارتكابه الواقعة، نظراً لعدم توافر أركان الجريمة بحقه.
تفاصيل التهم الموجهة لـ محمد سامي
تضمنت أوراق القضية اتهامًا صريحًا للمخرج محمد سامي بالقذف، استنادًا إلى عريضة تقدمت بها الفنانة عفاف شعيب، وأقوال وكيلها خلال التحقيقات، الذي أشار إلى أن سامي وجه إليها عبارات مسيئة خلال ظهوره في برنامج تلفزيوني بتاريخ 14 مارس 2024، من بينها 'كل اللي اتكلمت فيه كذب في كذب'، و'عيب لما أرد عليكي'، إضافة إلى نفيه ذهابها للمستشفى أو تعرضها لأي أذى بسبب مشهد 'البوكس'، ووصفه المزعوم لها بـ 'ست كدابة.'
انتفاء القصد الجنائي
أكدت المحكمة أن القصد الجنائي في جريمة القذف غير متوافر في تلك الواقعة، مشيرة إلى أن ما تلفظ به المتهم جاء في سياق حوار تلفزيوني كرد مباشر على ما قالته المجني عليها في حلقة سابقة كانت ضيفة فيها. وأضافت أن العبارات التي وردت على لسانه لم تحمل أي نية للإساءة أو تحقير الفنانة أمام الجمهور، بل كانت استعراضًا لسرد الوقائع من وجهة نظره، دون أن تتضمن أي إسناد لوقائع معينة ترتقي إلى مستوى القذف المعاقب عليه قانونًا.
رد المحكمة على ادعاء 'ست كذابة'
فيما يتعلق بالعبارة التي وردت في العريضة بأن المتهم وصف الفنانة بـ'ست كدابة'، نفت المحكمة ذلك، بعد مراجعتها لمقطع الفيديو المقدم ضمن الأدلة، حيث تضمن رد سامي على مقدمة البرنامج بقوله: عفاف شعيب ست كبيرة، وأبقى راجل قليل الأدب لو أنا تجاوزت مع ست كبيرة، واللي قالته عليّا كذب ومحصلش. وهو ما اعتبرته المحكمة دفاعًا عن النفس وليس إساءة، مؤكدة أنها الجهة الوحيدة المخولة باستخلاص نية المتهم من سياق الأحداث والعبارات.
تفريق بين الدفاع والتشهير
أشارت المحكمة إلى أن بعض العبارات قد تُقال بدافع الدفاع عن مصلحة عامة أو خاصة، بينما قد تحمل أخرى نية التشهير. وفي هذه الحالة، يقع على المحكمة تقدير القصد الحقيقي من الكلمات. وبناءً على تحليلها لسياق الحديث وظروف الواقعة، رأت أن نية سامي كانت تتجه نحو الدفاع عن نفسه ضد ما نُسب إليه، لا الإساءة أو التشهير بعفاف شعيب.
تأكيد الاحترام وانتفاء الجريمة
اختتمت المحكمة حيثيات حكمها بتأكيد أن المخرج محمد سامي لم يوجه أي إهانة صريحة للفنانة عفاف شعيب، بل أكد خلال حديثه احترامه لها، مما يؤدي قانونيًا إلى انتفاء القصد الجنائي، وبالتالي انتفاء أحد أركان الجريمة. وعليه، قضت المحكمة بإلغاء الحكم المستأنف، وإعلان براءته، استنادًا إلى نص المادة 304/1 من قانون الإجراءات الجنائية.