سجّل معرض بيلدكس 2025 في يومه الرابع زخماً استثنائياً، مع توافد عشرات الآلاف من الزوار من مختلف المحافظات السورية، إضافة إلى وفود دبلوماسية ومسؤولين حكوميين وسفراء أجانب، في مؤشر واضح على تزايد أهمية هذا الحدث كمنصة محورية في خارطة الاستثمار الإقليمي في سوريا.

وسط هذا الحراك الكبير، احتلت جلسات B2B مركز الصدارة، وبحسب متابعة لمراسل موقع 'بزنس2بزنس' حيث ازدحمت أجنحة الشركات العربية، الأجنبية، والمحلية باجتماعات مكثفة بين رجال أعمال وممثلين عن شركات تطوير وبناء وطاقة، ما يشير إلى اقتراب إبرام صفقات بملايين الدولارات في مجالات حيوية على رأسها العقارات والطاقة والبنية التحتية.

بعض الشركات اضطرت إلى إضافة طاولات اجتماعات إضافية داخل أجنحتها، لاستيعاب الطلب المتزايد من الوفود الرسمية والمستثمرين المهتمين بعقد شراكات عمل، ما يعكس بوضوح حجم الفرص الكامنة في السوق السوري اليوم.

اللافت في نسخة هذا العام من المعرض هو دخول تقنيات الجيل الخامس (5G) إلى قلب الفعالية، حيث أتاحت شركات الاتصالات للزوار تجربة مباشرة لهذه التقنية، ما أضفى بُعداً حديثاً عزّز من الطابع الابتكاري للمعرض، وأكد على توجه سوريا نحو التحوّل الرقمي في القطاعات الاقتصادية.

كما كان لافتاً كرم الضيافة والتنظيم العالي، سواء من الشركة المنظمة أو من بعض الأجنحة المشاركة، التي وفّرت أجواء ترحيبية ولقاءات مفتوحة عززت من التفاعل بين العارضين والزوار، ورسخت صورة مهنية راقية عن السوق السوري في أذهان المستثمرين الدوليين.

النجاح الكبير للمعرض هذا العام دفع عدداً من الشركات إلى حجز أجنحة جديدة خلال النصف الثاني من المعرض، بعدما أدركت الأهمية الاستراتيجية للتواجد في هذا الحدث الاقتصادي الأبرز في سوريا حالياً.

من جهة أخرى، ساهم التنظيم الدقيق لحركة الدخول والخروج، وتوفير الخدمات اللوجستية بسلاسة، في تحسين تجربة الزوار والمشاركين، ما دفع العديد منهم للتأكيد على أن بيلدكس 2025 لم يعد مجرد معرض، بل تحول إلى منصة اقتصادية تعكس بداية فعلية لعجلة إعادة الإعمار في سوريا، في ظل دعم ملحوظ من الدول الصديقة والشقيقة.

ومن أبرز ما رصده مراسل 'بزنس2بزنس'، كان ظهور جيل جديد من رجال الأعمال السوريين الشباب، بعضهم يدير أعمالاً في الداخل والبعض الآخر في الشمال السوري والخارج، لكنهم جميعاً يتشاركون رؤية اقتصادية حديثة تقوم على الابتكار والانفتاح وبناء سوريا جديدة بمعايير استثمارية عالمية.

وبهذا الأداء المتصاعد، يبدو أن بيلدكس قد عاد إلى مكانته كأهم معرض اقتصادي واستثماري في سوريا والمنطقة، ليؤكد أن المستقبل يُكتب الآن – من دمشق.