وكالات – مصدر الإخبارية

ارتفعت أسعار النفط للجلسة الثانية، لتتمكن من تجاوز مستويات فنية لأعلى وسط عودة التوترات في الشرق الأوسط.

صعد سعر خام غرب تكساس الوسيط عند التسوية متجاوزاً مستوى 68 دولاراً للبرميل، بعد أن تجاوزت العقود الآجلة لفترة وجيزة متوسطها المتحرك لمئتي يوم والبالغ حوالي 68.51 دولاراً. وعزز هذا الصعود الفني ارتفاعاً سابقاً نتيجة استمرار هجمات الحوثيين على سفينة تجارية، في أحدث مؤشر على أن الجماعة المدعومة من طهران تُصعّد تهديدها للأسطول التجاري. واستقر سعر خام برنت فوق مستوى 70 دولاراً.

قالت ريبيكا بابين، كبيرة المتداولين في مجال الطاقة لدى مجموعة 'سي آي بي سي برايفت ويلث': 'أسعار النفط تتحرك ضمن نطاق ضيق وسط استمرار قوة العوامل الأساسية قصيرة الأجل، حيث يدعم نقص المنتجات الطلب على الخام وسط أنباء الجيوسياسية متباينة، مع بعض المخاوف بشأن هجمات الحوثيين المحتملة في البحر الأحمر التي تدفع إلى توخي الحذر'.

ولا يزال عدد الناقلات المارة عبر مضيق باب المندب منخفضاً بعد تراجع حاد منذ أواخر 2023 وسط الهجمات المتكررة. وعلى صعيد آخر، كتب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في 'فاينانشال تايمز' أن لدى طهران 'أسباباً وجيهة' للشك في جدوى أي حوار إضافي مع الولايات المتحدة.

مع ذلك، يبقى تركيز السوق منصباً بشكل رئيسي على ديناميكيات العرض والطلب، أكثر من التركيز على العوامل الجيوسياسية. إذ عزز تردد إيران في إغلاق مضيق هرمز رداً على الضربات الأميركية ضد منشآتها النووية ثقة المستثمرين في أن البنية التحتية للطاقة لن تُستخدم كورقة ضغط في المواجهات العسكرية المستقبلية. وفي الوقت ذاته، لا يزال الطلب القريب الأجل في الولايات المتحدة والصين قوياً، بينما تظهر بوادر شح شديد في السوق الفعلية.

تهديدات الرسوم التجارية تضغط على الأسعار

وجاء صعود السوق محدوداً بعدما كشفت الولايات المتحدة عن عدد من الإنذارات الموجهة إلى شركائها التجاريين الرئيسيين بشأن فرض الرسوم الجمركية المرتفعة، متضمنة رسوم بنسبة 25% على الواردات من اليابان وكوريا الجنوبية، مما ألقى بظلاله على توقعات الطلب على الطاقة في العديد من الدول الكبرى المستهلكة للنفط. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الموعد النهائي في الأول من أغسطس 'ليس نهائياً بنسبة 100%'، ملمحاً إلى احتمال تعديل معدلات الرسوم لاحقاً.

حاء ذلك بعدما أغلقت أسعار النفط التعاملات مرتفعة يوم الاثنين، رغم قرار 'أوبك+' زيادة الإنتاج بشكل أسرع من المتوقع في أغسطس. كما رفعت السعودية أسعار الخام للمشترين في آسيا بأكثر مما كان ينتظره العملاء، في إشارة إلى ثقة الرياض بقدرة السوق على استيعاب الإمدادات الإضافية.

وقال 'سوسيتيه جنرال' في تقرير: 'الواقع الأساسي أن مخزونات النفط لا تزال منخفضة، ومن المتوقع أن تشتدّ التوازنات خلال الصيف على الرغم من زيادة إنتاج أوبك+'. وأضاف أن 'تأثير هذا التراجع سيظهر في مستويات المخزونات، ما سيؤثر على الأسعار والعقود الآجلة، ومن المتوقع أن يختفي الميل الحاد في منحنى العقود الآجلة تدريجياً'.