في مشهدٍ يعيد التذكير بالخطر الزلزالي الكامن في أقصى الشرق الروسي، شهدت منطقة كامتشاتكا، صباح اليوم الأحد، نشاطًا زلزاليًا مفاجئًا ومزدوجًا، أثار قلق السلطات الجيولوجية ودفع إلى إصدار تحذيرات من 'تسونامي'.

المنطقة، التي تُعدّ من أكثر بقاع العالم عرضةً للهزّات الأرضية بسبب موقعها ضمن 'حزام النار' النشط، سجّلت زلزالين متتاليين بقوة تجاوزت 6 درجات على مقياس ريختر، وسط تفاوت في التقديرات الدولية حول شدة كل منهما.

وفي التفاصيل، أعلنت مراكز متخصّصة برصد الزلازل، صباح اليوم الأحد، عن تسجيل زلزالين قويين قبالة سواحل أقصى الشرق الروسي، وتحديدًا بالقرب من منطقة كامتشاتكا، إحدى أكثر المناطق نشاطًا زلزاليًا في البلاد. وأفادت التقارير الأولية بأن الزلزالين بلغت قوتهما 6.6 و6.7 درجات تواليًا على مقياس ريختر، وسط تحذيرات من خطر وقوع موجات مدّ عاتية (تسونامي) قد تضرب السواحل القريبة.

تحذيرات دولية وتفاوت في التقديرات

أوضحت هيئة المسح الجيولوجي الأميركية في بيان أن أحد الزلزالين وقع بالقرب من الساحل الشرقي لكامتشاتكا، وأدّى إلى إطلاق تحذير رسمي من احتمال حدوث تسونامي في المنطقة.

كما أشار المركز الألماني لأبحاث علوم الأرض إلى أن الزلزال الأول بلغت قوته 6.6 درجات، وكان على عمق يقدّر بـ10 كيلومترات فقط، ما يزيد من تأثيره المحتمل على السطح.

وأشارت التقديرات الأولية للمركز إلى أن قوة الزلزال لا تتعدى 6.2 درجات، قبل أن يتم تعديلها لاحقًا إلى 6.6.

زلزال ثانٍ يعقبه بلحظات… وقوة أكبر مرصودة

وبعد دقائق قليلة فقط من الزلزال الأول، ضربت المنطقة هزةً أرضيةً ثانيةً، أشدّ قليلًا، حيث قُدّرت قوتها بـ6.7 درجات، وعلى العمق نفسه (10 كيلومترات تقريبًا). لكن مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي قدّر شدة الزلزال الثاني بقوة 7.4 درجات، ما يشير إلى تفاوتٍ في البيانات الأولية التي غالبًا ما تُعدّل بعد تحليل أعمق للبيانات الزلزالية.

وتُعرف منطقة كامتشاتكا بوقوعها ضمن 'حزام النار' في المحيط الهادئ، ممّا يجعلها عرضةً لهزّات أرضية نشطة بين الحين والآخر.

وتعود الذاكرة إلى العام الماضي حين شهدت المنطقة نفسها زلزالًا عنيفًا بقوة 7.2 درجات، ما يسلّط الضوء مجدّدًا على الهشاشة الزلزالية لهذه المنطقة'.