في خطوة هي الأولى من نوعها، انطلقت في دمشق أعمال المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي و ريادة الأعمال، الذي يهدف إلى وضع استراتيجية شاملة لتحقيق التحول الرقمي في سوريا، بمشاركة واسعة من الخبراء الدوليين وصناع القرار المحليين. المؤتمر يُنظّم من قبل الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، بالتعاون مع وزارة الاتصالات والتقانة، وبدعم من العديد من المنظمات الرائدة في قطاع التكنولوجيا والتحول الرقمي، مثل وكالة ابتكار التي ترعى الحدث إعلاميًا.

تسليط الضوء على التحولات الرقمية المستقبلية

في حديثه خلال حفل الافتتاح، أكد محمد صادق مضوي، ممثل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على ضرورة تقليص الفجوة الرقمية بين الدول الغنية والفقيرة، قائلاً: 'نحتاج إلى تقليص فجوة البيانات بين الشمال والجنوب لتوفير فرص تنموية مستدامة عبر التكنولوجيا.'

وأضاف نصر العبيد، المدير العام لمنظمة أكساد، أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة رئيسية لتطوير القطاع الزراعي في سوريا، وأن المنظمة ستوقع اتفاقيات لدعم مخرجات المؤتمر في هذا السياق.

كما أشار الدكتور محمد فراس بكار، رئيس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، إلى أهمية المؤتمر في توفير منصة لتبادل الخبرات وتطوير الحلول الرقمية التي تدعم الاقتصاد السوري.

التحول الرقمي: محرك رئيسي للنمو الاقتصادي

'التكنولوجيا ليست رفاهية، بل أداة أساسية للتنمية المستدامة'، هكذا صرح الدكتور باسل الخشي، رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية، مؤكداً على دور الجمعية في تمكين المجتمع السوري رقميًا. من جهته، أكد محمد بن عمر، مدير المنظمة العربية لتكنولوجيا الاتصالات والمعلومات، أن عودة المنظمة إلى سوريا تمثل 'لحظة تاريخية' نحو التحولات الرقمية المطلوبة لدعم الاقتصاد السوري.

وفي الجلسة الافتتاحية، تحدث عبد السلام هيكل، وزير الاتصالات والتقانة، عن الخطوات التي تقوم بها الحكومة لتطوير بنية الإنترنت في البلاد ودعم الشركات الناشئة، مؤكدًا: 'نحن نعمل على تحسين قطاع الاتصالات لضمان تقديم أفضل الخدمات الرقمية للمواطنين، رغم التحديات الكبيرة التي تواجهنا.'

وأكد أن الوزارة تعمل على إعادة صياغة العلاقة بين المواطن والدولة عبر منظومة من التطبيقات الذكية التي تعزز الشفافية وتسهل الوصول إلى الخدمات.

سوريا تواجه التحديات بنظرة نحو المستقبل

ويأتي هذا المؤتمر في وقت حساس بالنسبة لسوريا، حيث يسعى قطاع الاتصالات إلى إعادة هيكلة بنيته التحتية، واستخدام التقنيات الحديثة لدعم النمو الاقتصادي.

يأمل المشاركون أن يُحدث الذكاء الاصطناعي نقلة نوعية في التحول الرقمي، وأن يسهم في تعزيز الابتكار وتحقيق التنمية المستدامة في سوريا.